الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز

والدتها على الفراش ودلفت للمرحاض تبدل ثيابها بجمود اعتادت عليه كلما أمرتها بشيء! 
كده أحسن 
سأله جمال وهو يحاول أن يعدل السرير الطبي لعمران الذي أشار له بخفة بينما جذب يوسف الطاولة البيضاء يضع الطعام من أمامه قائلا 
يلا اتغدى عشان معاد الأدوية مش عايزين دكتورة ليلى تتضايق مننا الله يباركلك العملية مش ناقصة  
أضاف جمال بفزع 
كله كوم وڠضب دكتور علي كوم هيحبسنا في العباسية كل ياض خلص كل الأكل مش عايزين مشاكل مع دكاترة الوسط  
ابتسم وهو يراقبه يقرب ملعقة شوربة الخضار منه فمال برأسه جانبا بتقزز 
مبحبش الأكل ده قولتلكم كذه مرة اقتلوني ومتأكلونيش خصار ني! 
دفع يوسف الملعقة بطبق الشوربة حتى وقعت محتوياتها على الصينية واضعا يديه بمنتصف خصره بنفاذ صبر 
وبعدين بقى ده ناقص ارقصلك عشان تأكل! 
أبعده جمال للخلف وهو يتحكم بضحكاته بصعوبة 
طب وسع كده إنت يا جو وسبني أحاول معاه  
وزع عمران نظراته الساخطة بينهما مرددا 
تحاول معايا! انتوا ليه محسسني إني عيل صغير خفوا عليا وارجعوا شغلكم أحسن! 
جذب يوسف جاكيت بذلته ليضعه على ذراعه وهو يشير بشراسة 
تصدق إني غلطان ده أنا سايب حالة ولادة قيصرية وجاي أبص عليك يا حقېر  
ضحك بصوته الرجولي ونظراته تحيط بجمال المبتسم متسائلا 
وإنت سايب أيه إنت كمان 
استند بذراعيه على جسد الاريكة باسترخاء 
لا أنا مخلص شغلي وفاضيلك 
انتهى يوسف من ارتداء جاكيته ودنى من عمران يتساءل بجدية 
ساعتين وراجعالك مش عايز حاجة أجبهالك وأنا جاي 
هز رأسه ببسمة صغيرة 
خيرك سابق يا حبيبي تسلم  
ربت على ذراعه بحب وكاد بالمغادرة حينما وجد زوجته تدلف للداخل بردائها الطبي وحجابها الأبيض الذي زاد من جمال بشرتها النقية فتراجع للخلف وهو يغمز بمكر 
أنا بقول أقعد معاك النهاردة يا عمران شكلك تعبان ومحتاج لوجودي جنبك  
قهقه ضاحكا وهو يتابع بسمة ليلى التي اتجهت لتفحص عمران متجاهلة إياه ووجهت حديثها لعمران 
خلي صاحبك يروح يشوف شغله يا بشمهندس احنا موجودين ومش محتاجين لخدمات دكتور النسا والتوليد! 
ردد جمال مازحا 
يا رب تتحرج وتمشي شكلك مبقاش له ملامح! 
ذم شفتيه ويده تمر على لحيته الكثيفة موجها حديثه لجمال بينما عينه تقصدها 
ماشي يا جيمس مصيرك تقع في إيدي ويجمعنا بيت واحد بعد الدوام  
ردد عمران بحزم ضاحك 
بره يا متحرش بدل ما أطلبك الآمن  
تعالت ضحكاتهم جميعا فأشار لهم يوسف وغادر على الفور وما أن تأكد عمران من مغادرته حتى تطلع لها قائلا بثبات 
صارحيني يا ليلى أنا متقبل كل شيء متقلقيش  
ارتبكت أمامه وكذلك فعل جمال فتابع ببسمته الهادئة وعينيه لا تفارق ذراعه الأيسر 
أنا مش حاسس بايدي ورجلي من امبارح ومازلتي بتقنعيني إن ده بسبب تأثير المخدر وأنا بحاول أصدقكم كلكم بس آ  
قاطعته ليلى حينما قالت 
مسألة وقت يا عمران لحد ما السم ينطرد من جسمك بشكل نهائي يعني ممكن بعد مداومة الجلسات ايدك ورجلك الشمال تتحرك بعد اسبوعين وممكن أقل إن شاء الله فمتقلقش  
هز رأسه بتقبل وهو يخبرها ببسمة صغيرة 
شكرا ليك يا دكتورة تعبتك معايا  
أجابته بحزن 
تعب أيه بس ده انت زي أخويا كفايا معزتك عند دكتور يوسف إنت وجمال  
رد عليه وقد استكان بعينيه على جمال الذي يضع الوسادة من خلفه 
ربنا يديم الود بينا  
وقفت سيارة علي أمام المنزل فهبط لصندوق السيارة يجذب الحقائب بعدما عاد برفقة أحمد مجددا للمنزل هبط أحمد خلفه يعاونه بحمل الحقائب فاعترض علي باحترام 
أنا هطلعهم لوحدي يا عمي اتفضل حضرتك بالعربية وأنا دقايق وراجعلك  
منحه ابتسامة لطيفة واتجه للسيارة مثلما طلب منه لينطلق علي به للمشفى 
شعر أحمد بأن هناك أمرا ما به صمته كان غير طبيعيا بالمرة فاستدار بجسده تجاهه ثم قال بريبة 
مالك يا علي من ساعة ما ركبنا العربية وإنت ساكت طول الوقت طمني إنت كويس 
منحه بسمة صغيرة ليكبت داخله هذا الۏجع الغير مبرر فقال وعينيه مصوبة على الطريق 
أنا بخير والله بس اللي حصل لعمران ملخبط دنيتي شوية  
هز رأسه بتفهم وابتسم وهو يسأله باهتمام 
طيب وفاطيما أخبارها أيه
ذكره لاسمها استرده شوقه الهائم بها لم يراها منذ الأمس وها هو الآن يمتنع عن الذهاب للمشفى لحاجة أخيه إليه خرج من شروده وهو يخبر صديقه الجيد بسماع مشاعره دون كللا أو ملل 
صارحتها بحبي وعرضت عليها الجواز  
زوى حاجبيه بدهشة 
مش حاسس إنك أخدت الخطوة دي بدري شوية! 
تفادى الطريق لينحدر للجانب الأخر فتوقف عن القيادة محررا حزام الآمان من حوله 
حسيت إني مقيد يا عمي محتاج أكون موجود جنبها أكتر من كده أنا عايزها جنبي عايز أعوضها عن كل اللي شافته ومش قادر غير لما تكون مراتي  
ابتسم وهو يراقب العشق يظلل بجناحيه على ابن أخيه فتغاضى عن تلك النقطة بنقطة أخرى 
طب وردها كان أيه 
الټفت إليه بحزن جعله يقود سيارته مرة أخرى مرددا بنزق 
عايزة تغير الدكتور  
تمعن أحمد به قليلا ثم اڼفجر ضاحكا بشكل جعل الاخير يضحك ليشاكسه من بين ضحكاته 
الحب عڈاب ولوعة وحيرة يا أبو حميد  
اسند رأسه للنافذة ليثيره ساخرا 
وأيه كمان يا عبد الحليم يا حافظ! 
لعق شفتيه يخبره بمكر 
مش ناوي تقولي بقى مين الصاروخ الجوي اللي مكلبشك طول السنين دي كلها ومخلية الصحافة مالهاش سيرة غير أحمد غانم الاربعيني الأعزب! 
احتدت نظراته إليه ليردد بصرامة 
ولد! 
ضحك وهو يشير له بإبهامه فصاح الاخير 
نسيت اني عمك وليا احترامي ولا أيه! شكلك كده يا دكتور هتقلب على عمران المشاكس وده مش معتاد منك  
أجابه على الفور مدعي البراءة 
بتشبهني بعمران!!! ظلمتني يا عمي ده أنا عفيف ومحترم وصاين نفسي لبنت الحلال! 
على كده بقى أنا سلطان العفة والعفاف! 
رمش بعينيه پصدمة فعاد يتطلع إليه وفجأة اڼفجر كلاهما من الضحك  
بالمشفى  
طرقت الباب وحينما استمعت لصوته يأمرها بالدخول ولجت مايسان للداخل استقبلها ببسمته الجذابة فارتبكت وهي ترفع الحقيبة إليه 
جبتلك الهدوم زي ما طلبت من علي  
ودنت تضعها على الفراش ثم اشارت بخجل 
تحب أساعدك تخش تغير بالحمام ولا أخرج وتغير هنا  
ذم شفتيه بمكر 
مش عارف بس أنا مش قادر أحرك ايدي ورجلي الشمال بحركهم حركة بسيطة  
وصمت بخبث يفكر في حل لتلك المعضلة 
خلاص اخرجي ناديلي واحدة من الممرضات تيجي تساعدني  
وأضاف ببسمة واسعة تفنن بجعلها عاطفية 
في ممرضة اسمها آشيلي برتاحلها ايدها خفيفة فيفضل تكون هي  
احتدت عينيها بنظرة لو كانت حية لكان في عداد مۏتاه الآن فاتجهت للحقيبة تجذب بنطاله والتشرت الصوف للفراش ثم جذبت الجاكت تعلقه على ظهر المقعد 
أزاحت عنه الغطاء وعاونته على الاستقامة بجلسته ممددا قدمه خارجه 
ابتسم عمران وهو يراقبها باستمتاع احداهن خلعت توب الحياء فكانت تتقرب منه بطريقة مخجلة والأخرى زوجته حلاله تخشى أمامه وكلما تعلقت عينيه بها يصطبغ وجهها كالحمرة!
رفع عمران يده يثبتها على أصابعها المرتجفة وعينيه تعانق خاصتها مردفا بشفقة على ارتباكها الظاهر 
خلينا نستنى علي أفضل  
تنفست الصعداء وغادرها تورد بشرتها فحملت الملابس للمشجب القريب من الباب وعادت تسأله بحدة وهي تدعي انشغالها بترتيب ملابسه 
هتستنى علي فعلا ولا أناديلك آشيلي 
أنا أقسمتلك بكتاب الله يا مايا! 
سحبت كف يدها منه بارتباك فتراجعت للخلف وهي تردد بتوتر 
آآ أنا آ  
استدارت وهي تحاول إيجاد ما ستقوله لتتهرب مما فعله فراقبها بانتشاء صدح بهمسه الساخر 
مفيش داعي أنا مقدر حالتك ووعد مش هعمل شيء يكسفك تاني  
هزت رأسها فقال باستغراب 
طب خلاص بصيلي بقى  
التفتت إليه بخجل فاتسعت بسمته وتمدد يتطلع لها بهدوء جعل قلبها لا يهدأ فتمنت لو اخبرته أن يكف عن كل شيء يفعله حتى نظراته تلك!
طرق الباب ومن ثم دفعه علي ليطل من خلفه أحمد الذي أسرع لعمران المتفاجئ بوجوده وبفرحة يستقبله 
عمي! 
ضمھ أحمد إليه مربتا بحنان على ظهره 
ألف سلامة عليك يا حبيبي  
ومال لأذنيه يهمس بصوت غير مسموع الا له 
شوفت أخرة الشمال! 
كبت ضحكاته وهو يؤكد له ساخرا 
شوفت واتعلمت درس مش هيتنسى  
ابتسم وهو بنتصب بوقفته موجها حديثه لمايسان 
إزيك يا بنتي عاملة أيه 
أجابته ببسمة واسعة 
أنا الحمد لله بخير يا عمو حمدلله على سلامة حضرتك  
اكتفى بإيماءة بسيطة بينما قال علي وهو يتفحص ملابسه 
إنت لسه مغيرتش! 
تلقائيا تطلع إليها فوجدها تفرك أصابعها خجلا من سؤاله فأخبره بمزح 
مبتكشفش على حد غير أخويا أنا حر يا جدع  
تعالت ضحكات أحمد ففتح ذراعه لمايسان وهو يشير لها 
طب تعالي نخرج احنا يا مايا ونسيب علي يستر أخوه آآ أقصد يلبسه  
اتبعته مايسان للخارج فجذب علي البنطال والتيشرت إليه ثم شرع بتبديل ملابسه ببسمة خبيثة 
مدخلش عليا حوارك ده إنت وقح وما بتصدق تستغل الفرص  
رفع ساقه بالبنطال استجابة ليد أخيه وأجابه 
محبتش أكسفها دي شوية كمان وكان هيغمى عليها من الكسوف! 
وضحك وهو يستطرد بمزح
عجبني إنها مصرة متخلنيش أنادي مزة من المزز الاجانب وصممت تساعدني وبالنهاية انت اللي لبستها  
رفع ذراعه بحذر والحزن يعتلي معالمه فحاول الا يبدي له شيئا حتى انتهى فجذب الجاكيت يحاوطه به ثم منحه فرشاة الشعر والمرآة والبرفيو الخاص به  
حاول عمران جذبها بيده اليسري وحينما رفعها بثقل جعله ينهج بصعوبه جذبها بيده الاخرى قائلا بوجوم 
تفتكر كلام دكتورة ليلى صحيح والمسألة فعلا هتكون كام يوم! 
استمد ثباته ليقف قبالته مؤكدا 
عمران بلاش تشغل دماغك بالتفكير باللي حصل فكر إن ربنا نجاك من المۏت وإنك حي دكتورة ليلى كلامها مظبوط الجرعة اللي اخدتها نسبتها بسيطة وده اللي نجدك  
أراد أن يغير مجرى الحديث فأشار له وهو يهم بالنهوض 
طب إسند خلينا نمشي من هنا  
أمسكه علي جيدا فخطى لجواره للخارج فأسنده أحمد من الجهة الاخرى بينما فتحت لهم مايسان باب المصعد ومن ثم باب السيارة الخلفي لتستقر جواره بالاخير  
وقفت خارج المطعم بتردد تود أن تهرب لمكان تبقى به بمفردها لا تعلم ماذا يصيب قلبها 
كل الذي تعلمه بأنها لا تحبذ التواجد مع هذا السمج سحبت شمس نفسا مطولا قبل أن ترفع طرف فستانها وتصعد الدرجات المتبقية برشاقة تتناسب مع جسدها فولجت لداخل المطعم تبحث عنه بعينيها فتفاجئت بالمكان لا يحوي سواه فعلمت بأنه حجز المطعم بأكمله لغدائهما وبالرغم من انزعاجها الشديد الا أنها استعادت ثباتها وجدته يجلس على أحد الطاولات الفخمة
كعادته يعبث بهاتفه زفرت بملل واستكملت طريقها إليه فما أن رآها حتى نهض يجذب لها المقعد مدعيا لابقته
تم نسخ الرابط