الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت
المحتويات
الطبية عن رقبته وهو يفرك جبينه پغضب جعله ينزع عنه البلطو الطبي ويخرج من خلفها
وجدها تستقيل المصعد فهبط الدرج وحينما انفتح بابه وجدته يقف أمامها بانفاس لاهثة فابتسمت من بين نوبة بكائها وهرعت لاحضانه تضمه بقوة جعلته يطوقها كأنه عناقهما الاخير
فهمست من بين شهقاتها
أنا آسفة
ربت على خصرها بحنان بينما عادت لسؤاله وهي تبعده عنها
تبلد لسانه عن النطق وجذبها لسيارته فصعد بها وقادها وهو يخبرها
في مشوار لازم أخدك عليه الأول وبعدها هقرر أسامحك ولا لأ!
غلبها النوم رغما عنها على الكتاب الذي جذبها كليا فلم تفق الا على صوت زقزقة العصافير المحاطة لشرفة غرفة علي وبعدها استمعت لخطوات تخطو إليها فبدت الصورة مشوشة لها ولكن الصوت تخلل لمسمعها جيدا لسهولة تميزه بعقلها الباطن ففتحت عينيها على مصراعيها حينما وجدتها تقف أمامها تتساءل پغضب كالبركان
يتبع
صرخات أنثى آية محمد رفعت
٩٦ ٢٤٠ م زوزو صرخات أنثى الطبقة الآرستقراطية!
الفصل الخامس عشر
اللهم إني أسالك نفسا مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائكوتقتنع بعطائك
جحظت عينيها صدمة حينما وجدت فريدة تقف قبالتها تكاد نظراتها ټحرقها حية ابتلعت فطيمة ريقها بارتباك لحق كلماتها الغير مرتبة
ضمت ذراعيها أمام صدرها تحدجها بنظرة ساخرة ورددت باستهزاء
مالقتيش حجة كويسة غير قراءة الكتاب!
وفكت حصار يديها لتصرخ بوجهها بغيظ
مفكرة إني ساذجة وهتخش عليا حججك إسلوبك الرخيص اللي كنتي بتستخدميه على ابني بالمستشفى ده مينفعش هنا لإنك في بيت محترم!
أخفضت عينيها أرضا لا تجد ما يمكنها قوله بتلك اللحظة فقدت قدرتها بالدفاع عن نفسها فهي مخطئة لا تعلم كيف غلبها النوم هنا على الأقل كانت استأذنت وأخذت الكتاب وغادرت لغرفتها!
مش لقية حجة مقنعة مش كدة!
وهتلاقي حجج ليه وهي موجودة بأوضة جوزها يا فريدة هانم!
أتاه ردا حازما من ذاك الذي كان بطريقه لغرفته ليجد المواجهة غير عادلة بين زوجته ووالدته فقرر التدخل عوضا عنها استدارت فريدة للخلف فوجد علي يدلف للغرفة ومازال مرتديا بذلته حاملا جاكيته على ذراعيه وخصلاته مبعثرة بشكل فوضوي يبدو بأنه قضى ليله خارج غرفته تركتها فريدة واتجهت لتقف قبالته متسائلة بذهول
رد عليها وهو يلقي جاكيته للفراش
كنت نايم تحت عشان فاطيما تاخد راحتها
خطفت نظرة سريعة إليه وعادت تتطلع أرضا حينما وجدت فريدة تراقب ردة فعلها فصاحت بانفعال
وتنام تحت وأوضتك موجودة ليه مش ليها أوضة سيادتها ولا مش عجباها
ضم مقدمة أنفه بيده بتعب اتبع نبرته
فريدة هانم من فضلك كفايا أنا أول مرة أشوف منك المعاملة دي وحقيقي مصډوم وحاسس إني معرفكيش
لو حضرتك هتقضيها كده أنا ممكن أنسحب أنا ومراتي بمنتهى الهدوء من غير ما نعمل لحضرتك مشاكل أو إزعاج
تهديده بالرحيل كان أخر أمرا تريده فطالت بنظراتها إليه ومن ثم سددت نظرة أخير لفطيمة قائلة قبل أن تغادر
عرفها إن الفطار بيكون جاهز ١٠ الصبح يا ريت تلتزم بالمواعيد وتكون تحت على المعاد
وتركتهما وغادرت فما أن أغلقت الباب من خلفها حتى عادت فطيمة تلتقط أنفاسها بصوت مسموع لعلي فضحك وهو يتابعها بنظرة هائمة فأسرعت إليه تردد بتلعثم
أنا آسفة مكنتش عايزة أعملك مشاكل مع والدتك
وأشارت تجاه الباب وكأنها تلقي اللوم عليه
أنا لقيت الباب ده وأول ما فتحته لقيت نفسي هنا وبعدين لقيت آآ
وأشارت على المكتبة في محاولة لاسترسال حديثها ولكنها توقفت حينما وجدته يتطلع إليها بنظرة أهلكت جوارحها وجعلتها تعيش شعورا غريبا
شعرها كان مفرود من حولها بعشوائية ترتدي بيجامتها الستان الحريري فتزيد من جمال وجهها الناصع بعدما أزاحت مساحيق التجميل عنها ابتلعت فطيمة ريقها بارتباك ورددت بتوتر
الكتاب أخدني ومحستش بنفسي غير الصبح
خرج عن صمته الغامض حينما قال بعدم مبالاة
وفيها أيه دي أوضتك يا فاطيما زي ما هي أوضتي وكل شيء فيها ملكك بما فيهم أنا
حان موعد الفرار من أمام هذا العلي الذي يجاهد كل مرة لجعلها تخوض مرحلة العبث على مشاعر تجتابها وللحق تروق لها لذا أبعدت خصلات وجهها عن شعرها واتجهت لتغادر فأوقفها ندائه
فطيمة اسنني
توقفت محلها بعدم رغبة الاستدارة لرؤيته مجددا فوجدته يدنو منها ليقدم لها كتابا غير الذي كانت تقرأ به قائلا ببسمة سحرتها كليا
بما إننا متشاركين بحبنا لنفس الكاتب فخليني أختارلك تبدأي بأيه
التقطت منه الكتاب ورفعته إليها تقرأ عنوانه حب في أغسطس!
عادت لتتطلع إليه فغمز لها بتسلية
مش هتجيبي حضڼ حق استعارة الكتاب
فتحت فمها ببلاهة وضمت الكتاب إليها لتهرول من أمامه صافقة الباب بوجهه رمش بعدم تصديق ومن ثم اڼفجر ضاحكا وهو يهمس بمرح
أيه حبها في رزع الأبواب!
فور أن توقفت حركة السيارة حتى تحركت برأسها تتأمل من النافذة المكان فعادت تتطلع إليه متسائلة بدهشة
جايبنا عيادتك ليه يا يوسف
لم يجيبها بل نزع حزام السيارة وهو يردد بثبات
انزلي
انصاعت عليه ففتحت الباب واتبعته للمصعد فما أن أغلق بابه حتى قالت بتوتر
ممكن تفهمني احنا جاين هنا ليه لسه ساعتين على معاد فتح عيادتك!
تمسك بصمته وكأنه يبث به كل تفكيره فيما سيفعله كرامة الرجل حينما تهان على يد إمرأة يسود وجهه ويخشى أن يلاحظ من حوله ذاك السواد العالق على جبينه نهيك إن كانت تلك المرأة زوجته!
توقف المصعد فخرجت من خلفه تتجه لعيادته القابعة بالطابق الثالث وبطريق الرواق المتسع تسمرت قدميها صدمة حينما رأت إحدى شقق الطابق الثاني المجاورة لعيادته بالتحديد تحمل لافتة مضيئة بإسم الدكتورة ليلى حسن عادت بنظريها إليه وإصبعها يشير على اللافتة بعدما فقدت قدرتها على النطق منحها يوسف نظرة جامدة وبهدوء تحرك ليحرر بابها بمفتاحه الخاص وفتح ذراعه قائلا بصوت يسخره الألم
فاضل على عيد ميلادك عشر أيام كل سنة وإنت طيبة يا دكتورة
عقلها كان هزيلا لا يستوعب ما يقوله أجبرت قدميها على الدخول فجابت عينيها على كل ركن لمحه بصرها ردهة الاستقبال الضخمة ومكتب السكرتيرة الذي مازال يحمل اللاصق والأكياس فبدى إنه اشتراه منذ مدة قصيرة حتى استقرت قدميها داخل غرفة الكشف الحاملة لاجهزة ومعدات تفوق المليون دولار كونها طبيبة تعرف جيدا أسعار الأجهزة الموضوعة أمامها
تدفقت الدمعات حسرة من حدقتيها فحاولت التقاط أنفاسها الثقيلة وهي تخرج من غرفة المكتب تركض تجاه يوسف الذي مازال يستند على الباب الخارجي للشقة وكأنه فقد روحه فأصبح لا يطيق التحرك عن محله فقد مذاق الحياة فجأة بعد شهور قضاها بالكد والتعب ليجمع ثمن كل شيء هنا وبالنهاية اتهمته بأنه يغار منها!
استقرت عينيه الشاردة عليها حينما انتهت من جولتها وخرجت إليه بعينين منتفخة من أثر البكاء فبدت مرتبكة لا تعلم ماذا ستفعل بالتحديد
فاقتربت منه تمسك يده الحاملة لدبلته الفضية حول اصبعه تغمس أصابعها بدبلتها الذهبية ورددت بصوت محتقن
أنا آسفة يا يوسف حقك عليا
أغلق عينيه بقوة وفرد أصابعه لتتلاشى عن أصابعها وقال ومازالت عينيه تتأمل الطرقة الفاصل بين عيادتها وعيادته
بالبساطة دي! أنا بقالي شهور بفكر أحققلك حلمك ازاي وبسعى وبتعب عشان أشوف ابتسامتك وبالنهاية أطلع حاقد على نجاحك!
أحاطت ذراعه حينما سحب كفه منها فمالت برأسها على كتفه وپبكاء قالت
عشان خاطري سامحني أنا كنت غبية أنا عارفة إنك بتحبني ومستحيل أهون عليك
بقى ثابتا لم يرف له جفنا تأثرا بها وقال
عايزاني أسامحك
رفعت عينيها المتلهفة إليه وأومأت برأسها عدة مرات فقال بجمود تام
تتخلي عن شغلك عشاني موافقة
صعقټ مما استمعت إليه فظنت بأنها تتوهم كيف يمنحها سعادة عظيمة بامتلاك مثل تلك العيادة التي تقدر بالملايين ويطالبها بترك العمل! بالتأكيد تتوهم سماع ذلك
أسبلت ليلى بعينيها وهي تعود لسؤاله ببسمة تعكس مدى ارتباكها
إنت بتقول أيه
لم تلين نظراته تجاهها فبقى صامدا لا يعلم اللين طريقه لوجهته ليردد بخشونة
زي ما سمعتي مستعدة تسيبي شغلك عشان جوزك وبيتك يا دكتورة
واستطرد وعينيه تتأمل العيادة الفخمة بنظرة ساخرة
عشر شهور قضيتهم بتجهيز المكان ده وكل ده علشان أشوف الابتسامة على وشك
وسحب عسليته إليها ليردد بتهكم
بالرغم من إن عيادتي محتاجة تجديدات وبالرغم من إني عارف إنك هتنشغلي أكتر بعد ما أفتحلك العيادة دي بس مفيش شيء همني أكتر من نجاحك
وابتسم متابعا بسخرية
نجاحك اللي شايفاني بالنهاية بغير منه!
قطعت مسافتهما القصيرة بينهما لتتمسك بيده قائلة بخفوت وتوسل
يوسف متعملش فيا كده عشان خاطري إنت عارف أنا بحبك أد أيه وآآ
انهى محاولتها الفاشلة لاستمالته حينما قال بصلابة
وفري محاولتك لإن مفيش شيء هيمنعني ودلوقتي القرار ليكي يا دكتورة
وأشار بأصبعه على اللافتة المضيئة بإسمها
يا الشغل يا أنا!
وتركها تتأمله پصدمة وإتجه للشقة المجاورة لها القابع بداخلها عيادته الخاصة وضع مفتاحه بالباب وكاد بأن يحرر قفله الموصود ولكنه تفاجئ بها تحتضنه من الخلف وهي تردد پبكاء
متبعدش عني يا يوسف أنا مش عايزة غيرك
وما أن استدار إليها حتى قالت پانكسار ودموعها لا تتراجع عنها
حاضر من بكره هقدم استقالتي ومش هنزل المستشفى تاني بس خليك جنبي متسبنيش
وأخفضت رأسها تبكي بضعف جعله يتلقفها لأحضانه فتشبثت به وهي تهمس بصوتها المحتقن
أنا بحبك بحبك أكتر من نفسي ومن شغلي ومن كل شيء أنا كنت أنانية وظلمتك معايا أنا أسفة
رفع يده على حجابها يقربها من صدره بقوة والابتسامة تتسلل لشفتيه براحة كسرت خوفه من سماع اختيارها لا يعلم كيف كان سينتظر لسماع ردها فكأنما علمت بمعانته وقررت البوح له بنفس ذات اللحظة عن قرارها ضمھا يوسف إليه بقوة ومازال يقف بها بالطرقة الفاصلة بين العيادتين فوجدها تذوب بين ذراعيه طالبة وصاله بعد فترة الهجر بينهما وإن كانت قصيرة!
حملها وولج بها لعيادتها فأغلق بابها بقدميه وولج بها لاحد الغرف المجهزة لاستقبال الحالات بعد الخروج من الجراحة فكانت تحوي فراش وكومود طبي وصالون وحماما خاص
كل لحظة قضاها برفقتها كانت تعتذر له باكية ويزيح دموعها بحنان حتى غفت بين ذراعيه فضم غطاء الفراش عليها وبقى شاردا يتأمل ملامحها بعشق جارف يختزل قلبه حزنا كبيرا وهو يتأمل وجهها المحتفظ بأثر البكاء ويدها الموضوعة فوق صدره مستهدفة موضع قلبه
رفع يدها إليه يقبلها وهو يهمس بۏجع
أنا أسف يا ليلى كان لازم أعمل كده عشان متكررهاش تاني!
ووضع يدها
متابعة القراءة