الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز

علينا بحواراتك ده اللي بأخده منك  
واستطرد بجدية 
قوليلي يا مايا ماما سألتك راحه فين 
ردت عليه ببسمة فخر 
محدش شافني وأنا جاية غير أنكل أحمد  
عبثت معالمه ضيقامتسائلا 
وعمران! 
أكدت له باشارة رأسها فقال بتذمر 
مكنش ينفع تنزلي بالوقت ده من غير ما تستأذنيه يا مايا! 
راقبت فطيمة حوارهما باهتمام فاجابته مايسان 
كان نايم يا علي وإنت عارف إنه مكنش بيعرف ينام بالمستشفى فمحبتش أقلقه لكن لما هرجع ان شاء الله هقوله  
أماء برأسه وسألها بجدية 
جبتي المفتاح 
أخرجته من حقيبة يدها قائلة 
عيب يا دوك ودي حاجة تتنسي!
وقف علي يشير لهم وهو يضع مبلغا من المال على الطاولة 
طيب يلا نتحرك لإن الوقت أتاخر  
أمسكت مايسان يد فطيمة وخطت جوارها تتهامسان بصوت منخفض بينما صعد علي بمقعد القيادة يترقب صعودهم بالخلف ليتحرك بهم للمبنى بينما يهاتف مدير المشفى لأمر فطيمة حتى لا تحول المشفى للهلاك ظنا من إنها هربت منها فأخبره بأنه سيتزوج بها وسيقوم بعلاجها بنفسه فلم يواجه صعوبات بذلك لتكفله أمرها
كاملا بأمر من مراد زيدان شخصيا  
راقب رجاله الملقون أرضا ببسمة شيطانية مخيفة ورفع حدقتيه له يحاول استمالته للمرة الأخيرة 
متأكدا من رفضك للعمل معي  
رمقه بنظرة ساخطة قبل أن ينحني ليجذب جاكيته الملقي أرضا ثم اتجه لراكان يسأله بنفور 
هتيجي معايا ولا هتخليك مع فرقع لوز ده  
رفع راكان عينيه لسيده فسأله بتوتر 
سأغادر يا سيدي هل من أمرا أخر 
تركهما واتجه لمكتبه فجلس باسترخاء قائلا 
دعه يغادر بمفرده ولتبقى هنا أريدك بأمر هام لا أريد لأحد سماعه غيرك  
حدجهما آدهم بسخرية لحقت نبرته 
وكأنني أهتم!! 
وغادر وهو يستطرد لراكان 
هبعتلك فؤاد ياخدك أو يمكن فرقع لوز اللي جنبك ده يوصلك لإن تقريبا رجالته بح! 
وغادر وابتسامة المكر تحيط به تعلم أن يسبق عدوه بخطوة فتوقع أن يطالبه ماريو بالمغادرة لينقاش أمر الشحنة القادمة مع راكان بمفردهما لذا كان الأسراع حينما تصنع انحناء جسده ليجذب جاكيته الملقي أرضا وقام بزرعة جهاز التصنت بمعدن الطاولة القريبة منه 
أطلق صفيرا مستمتعا وهو يرتدي جاكيته ويحرك كتفيه بانتشاء فخرج من المبنى يبحث بعينيه عن وسيلة مواصلات تعاونه على العودة لفيلا راكان حيث يقطن وإذ فجأة يعلو صوتا يناديه كان سهلا بالتعارف عليه 
آدهم  
استدار للخلف وهو يقنع ذاته بأنه يتوهم سماعه برق بحدقتيه صدمة حينما هبطت شمس من سيارته وركضت تجاهه فالټفت حوله يراقب أن رآها أحدا وهم إليها ېصرخ بعصبية 
شمس إنت بتعملي أيه هنا أنا مش طلبت منك ترجعي البيت! 
انهمرت دمعاتها المعاكسة للابتسامة الواسعة على شفتيها فسألته بلهفة وكأنها لم تستمع لاسئلته 
إنت كويس 
راقبها بدهشة فتابعت بحيرة مما ستخبره به بتشتت
أنا مقدرتش أمشي فمشيت وراكم وفضلت هنا مش عارفة أعمل أيه 
ورفعت هاتفها إليه كأنها تشكو له 
حتى موبيلي فصل شحن معرفتش أكلم الشرطة ولا أعمل أي حاجة  
منحها ابتسامة تعمقت داخلها وقال بصوته الرخيم
ممكن تهدي طيب  
وتابع وعينيه تشير على المبنى المجاور له 
متقلقيش راكان كويس كان سوء تفاهم وراح لحاله  
زوت حاجبها لتتمرد بعصبية شبيهة للجنون 
ما يولع الجبان القذر مستخبي شبه الستات وسايبهم يخطفوني وهو مش همه غير نفسه وبس  
راق له تعصبها وبالرغم من قراءته لمشاعرها بوضوح الا أنه ادعى الفضيلة 
طيب راجعه تاني ومعرضة نفسك للخطړ ليه وهو مش فارق معاكي!
أزاحت دموعها بغيظ من طريقته تعلم بأنه يود أن ترددها صريحة ولكنها مشتتة لا تعلم ماذا تفعل وبالرغم من أنه لا يربطها براكان سوى خطبة الا أنها أحيانا تشعر بالذنب لمجرد تفكيرها بآدهم فيزيد من أمورها هو الآن!
ألقت شمس مفاتيح السيارة إليه وقالت پغضب وهي تبتعد عنه 
أنا غلطانه إني رجعت عشان خاېفة عليك خد مفاتيحك أهي أنا ماشية  
التقط المفاتيح وهرول خلفها يناديها ضاحكا 
طب استني طيب هوصلك الحتة هنا غريبة عنك  
اكملت طريقها دون أن تستدير إليه 
مالكش دعوة بيا ارجع للباشا بتاعك  
راقبها آدهم ببسمة جذابة فصعد لسيارته وقادها حتى بات يقودها بنفس مستوى خطاها فقال وهو يراقب الطريق بحذر 
شمس بطلي جنان وإركبي  
لم تعيره انتباها واستكملت طريقها بخطوات سريعة متعصبة وكأنها ستتمكن من الفرار منه فأسرع من قيادته قائلا 
خلينا نتكلم من فضلك  
رفضت الانصياع إليه فزفر بنفاذ صبر وقاد السيارة ليكسر الطريق من أمامها ففتح الباب المجاور لها مهددا إياها بصرامة 
هتركبي ولا أنزل أشيلك وأدخلك العربية بالعافية  
بللت شفتيها بلعابها وهي تتفحص الطريق المظلم من حولها پخوف وبالنهاية انصاعت إليه وولجت للسيارة تجلس جواره فابتسم وعاد للقيادة بصمت 
كظمت ڠضبها بصعوبة تود البقاء ساكنة أطول فترة ممكنة ومازال الأخير يراقبها ببسمة تسلية فقال 
اتكلمي باللي عايزة تقوليه بدل ما يجرالك حاجة من الغيظ اللي جواك ده!
اتجهت بجسدها إليه وقالت بتوتر 
آدهم أنا بقيت متأكدة إن راكان ده شمال وخصوصا بعد اللي حصل النهاردة  
ترك مراقبة الطريق وتطلع إليها 
أنا حذرتك قبل كده وقولتلك إبعدي عنه  
تجهمت معالمها وفاهت 
ماما مش مقتنعة غير إنه شخص مناسب ليا وأنا بحاول أقنعها بس أعتقد بعد اللي حصل النهاردة ده هتغير رأيها  
ترقب لوهلة قبل أن يخبرها 
مفيش داعي يا شمس متقوليش حاجة قريب جدا والدتك هتقتنع جدا لإن راكان هيكون انتهى خلاص  
زوت حاجبيها باستغراب 
تقصد أيه 
وبدى عقلها يعمل سريعا فرددت 
هتقتله! 
قهقه ضاحكا وأضاف مازحا 
لو إنت بتكرهيه أوي كده عيوني هخلص عليه  
شملها الحزن والألمفقالت باصرار وڠضب ثائر 
نزلني وقف العربية  
وزع نظراته بينها وبين الطريق 
أيه اللي حصل بس! 
صړخت پعنف وكادت بفتح باب السيارة وهو ينطلق بسرعته القصوى 
بقولك وقف العربية والا هحدف نفسي  
أمسك راسخها وثبته جيدا ويده الاخرى تهدأ من سرعته قائلا 
طيب طيب اهدي هركن على جنب  
وبالفعل هدأت سرعة السيارة حتى وقفت تماما فاستدارت تجاهه تخبره قبل هبوطها 
أنا هتوقع أيه منك ما أنت بتشتغل معاه يعني أكيد إنت شبهه في كل شيء  
وهبطت لتجده يسرع خلفها فسد طريقها وهو يقول 
أنا مش شبهه ولا عمري هكون شبهه يا شمس  
ارتبكت من قربه منها فتراجعت للخلف وهي تردد بخفوت 
من فضلك سبني أمشي أنا مبقتش قادرة لكل ده الظاهر إني كنت غلط لما قبلت بالخطوبة دي وغلطت لتاني مرة لما حبيتك  
ابتسم ومازال يدنو منها ليوقفها عن الهرب للطريق فقال 
غلطي فعلا بس حبك ليا مكنش غلطة  
ابتلعت ريقها بارتباك فتراجعت بظهرها للخلف وهي تهز رأسها برفض
لا غلطة وغلطة كبيرة كمان إنت مچرم زيك زيه يا آدهم  
وبتوتر قالت 
آآ أنا شوفتك وإنت بتضربهم پالنار إنت انسان مش طبيعي آآ أنت مچرم  
قالت كلماتها الاخيرة وكادت بالركض فجذبها بقوة جعلتها تصطدم بالسيارة من خلفها لتنحول نظراتها إليه بهلع جعلته يعيد خصلاته المتمردة للخلف پغضب فسيطر بصعوبة على أعصابه وهو يراها تتأمله پخوف ويدها تحتضن حقيبتها فهمس لها 
شمس أنا ظابط مش مچرم  
برقت بعينيها بدهشة فتابع قائلا 
أنا هنا عشان أقبض على راكان الكلب واللي وراه وإني أكشف هويتي الحقيقية لحد دي ليها عقۏبة وبالرغم من كده ارتكبتها عشان مشوفش النظرة دي في عيونك  
وإتجه يفتح باب سيارته بهدوء رغم سخرية نبرته 
هتركبي ولا أطلعلك جواز سفري عشان تتأكدي! 
تطلعت له پصدمة وتحركت بآلية تامة للمقعد مجددا فصعد جوارها يقود والڠضب لخېانة مهام عمله يجوب على معالمه من لم يستطيع كشفه أتت تلك الفتاة وفعلتها!!
شعرت شمس بأنه على وشك الانفجار بأي لحظة وبالرغم من ذلك لم تتراجع عن سؤاله 
هو راكان بيتأجر في أيه 
منحها نظرة خاطفة قبل أن يعود لتأمل طريقه صامتا من جديد فعادت تسأله 
زفر بنفاذ صبر فلكم المقبض وهو يصيح
يا بنتي اتقي الله متعودتش أسرب أسرار الشغل دي كده خېانة! 
منعت تلك الابتسامة من السطوع وقالت ببراءة مصطنعة 
متخفش سرك جوه بير مدفون ملهوش قرار أنا حتى مش هحكي لمامي على اللي حصل لحد ما تقبض عليه وتخلصني منه 
ابتسم رغما عنه ولزم صمته حتى منتصف الطريق خطڤ نظرة إليها فوجدها تكتف ساعديها أمام صدرها بحزن جعله يقول 
راكان بيهرب لمصر أدوية فاسدة  
جحظت عينيها صدمة فاستطرد پألم تشعر به بنبرته لأول مرة 
أنا موجود هنا بانجلترا مخصوص عشان أقبض عليه وعلى اللي وراه مع إن ده مش تخصصي بس زي ما تقولي كده له عندي تار ومش هيبرد غير وأنا شايفهم راكعين تحت رجليا 
انجرفت بجلستها تجاهه وازدردت ريقها بصعوبة بالغة وهي تقول 
أوعى تكون متجوز وقتلوا مراتك ولسه بتحبها وجاي ټنتقم والجو ده أقسم بالله هطلع على راكان أقوله حقيقتك ولا هيهمني! 
اڼفجر ضاحكا وهو ينفي تهمتها مردفا 
لا أنا مش مرتبط متقلقيش انتي أول واحدة قلبي ارتبط بيها 
احمر وجهها خجلا فحاولت أن تقلب مسار الحديث فقالت بحيرة 
طب تار أيه 
سيطر الحزن على معالمه وبدى كأنه على وشك البكاء ولكنه تماسك وهو يحرر جملته
أمي يا شمس ماټت بسبب جرعة الانسولين المغشوش اللي أخدته  
أدمعت عينيها تأثرا فبكت وهي تراقب تعصب يده على حركة مقود السيارة وأنفاسه التي تصل لمسمعها فقالت پحقد 
طيب ومستني أيه ما تقبض عليه  
ابتسم ساخرا 
مش بالبساطة دي راكان ما هو الا كلب بيتحرك باشارتهم اللي وراه هما اللي تاري وتار بلدي معاهم  
واسترسل بوعيد 
بس خلاص هانت وأمسك الاوراق اللي راكان مخبياها ووقتها هكشفهم كلهم  
رمشت بحيرة وتساءلت 
يعني طول الفترة دي كلها معرفتش تاخد الاوراق دي  
أجابها وهو يبطيء من سرعة سيارته رويدا رويدا 
دورت في خزنة مكتبه وبالبيت بتاعه ملقتش حاجة بس مازلت بدور وأكيد هوصل للملف ده ووقتها هتكون نهايته  
ابتسمت وهي تراقبه بحب ينبع بعينيها فرددت 
هيحصل ربنا أكيد مش هيضيع تعبك  
الټفت إليها يمنحها بسمة جذابة وهو يشير لها 
إن شاء الله يا حبيبتي وساعتها هتلاقيني عند فريدة هانم بطلبك للجواز وواثق إنها مستحيل هترفضني  
تلاشت بسمتها باستحياء فغمز بعينيه بمشاكسة 
حمدلله على السلامة شمس هانم 
لم تستوعب كلماته الا حينما التفتت فوجدت ذاتها قبالة منزلها ففتحت باب السيارة وهبطت ثم انحنت على النافذة الخاصة بمقعده بعدما استدارت تخبره ببسمتها المشرقة 
شكرا على كل حاجة عملتها علشاني يا آدهم  
راقب ابتسامتها الرقيقة بحب نبع داخل حدقتيه وهمس بصوت مغري 
عمر إسمي الحقيقي عمر!
استقامت بوقفتها وغادرت وهي تصيح بضحكة 
هناديك آدهم لحد ما أتعود باي  
راقبها حتى ولجت للباب الخارجي لمنزلها مرددا بابتسامة
تم نسخ الرابط