الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز

فلنتظر خلفك رجالي يحاوطون الجزء العلوي يترقبون اشارتي حينها ستصبح أنت ورجالك بعداد المۏتى  
صمت الرجل قليلا يفكر بالأمر من جميع الاتجاهات فقال بهدوء 
حسنا لك ذلك  
هز رأسه باستحسان وأمره 
فلتخبر رجالك باخفاض أسلاحتهم  
أشار لهم بالفعل فترك الجميع أسلحتهم وفي تلك اللحظة استدار آدهم لمن تتمسك به فمنحها مفتاح سيارته وهو يشير لها بحزم 
خدي عربيتي وامشي من هنا حالا يا شمس  
تناولت منه المفتاح بيد مرتجفه وعينيها الباكية لا تفارقه فقالت بارتباك 
طب وإنت وآآ إنتم! 
صړخ بها بحدة وصرامة خشية من أن يطولها الأڈى 
امشي حالا يا شمس ومترجعيش هنا حالا  
هزت رأسها وهي تهرول لخارج بقعتهم راكضا حتى وصلت لسيارة آدهم صعدت إليها وتحركت بها بعيدا عن طريقهم تحت مرمى الانظار المتبادلة عليها فما أن ابتعدت حتى تحدث كبيرهم 
ها قد نفذنا ما أرادت هيا لنذهب الآن  
استدار آدهم تجاه راكان الذي يحدجه بنظرات قاټلة فصړخ بعصبية بالغة 
إنت أكيد مچنون يا آدهم ازاي تعمل كده وكل ده ليه! ما تغور شمس في داهية إنت ناسي ان العلاقة دي كانت لشكلي العام بالطبقة المخملية مش على حساب رقبتي يا آدهم! 
أجابه بحكمة تجاهد لعدم اثارة ريبته 
يا باشا افهمني الناس دي شكلها مبتهزرش وبعدين أنا قولتلك اني قاريهم وقاري دماغهم هما مش عايزين الأذية ليك وبعدين ما أنا هكون معاك ومش هسيبك ولسه عند وعدي أفديك بروحي!
ابتلع ريقه بتوتر وهو يتطلع للسيارة التي بانتظارهما للصعود وعاد يتطلع إليه ليخبره پخوف 
الناس دي مبتهزرش يا آدهم وأكيد ممكن يتخلصوا مني خصوصا بعد اللي حصل  
سأله مجددا وهو يصعد جواره بالسيارة التي تحركت بهما على الفور 
هو أيه اللي حصل وأيه طبيعة الشغل اللي بينك وبين ناس خطېرة زي دي صارحني يا باشا علشان أقدر اساعدك 
أجابه بتوتر 
أنا هحكيلك على كل حاجة  
دعواتها لم تكل أبدا يومين كانوا بمثابة عامين بالنسبة لها تضرعت لربها طالبة برجاء الا يبتعد عنها رغما عنها تجده الأمان والسکينة لها رغما عنها تحتاج لدفء وجوده والآن هل تتخيل وجوده لجوارها بهذا الوقت المتأخر!
نهضت فطيمة تحمل سجادتها فاستدارت تجاه الصوت المحيط بها فوجدته يجلس على المقعد يراقبها ببسمة هادئة عاد لسانها يردد دون دارية منها 
علي! 
لأول مرة يستمع إسمه دون نسب أي ألقاب قبله شعر بأن عاطفته تقذفه بمنطقة ستعد الاخطر لمشاعره على الاطلاق فاستقام بوقفته قبالتها وببسمته الجذابة قال 
علي المحظوظ اللي ربنا بعته في الوقت ده عشان يسمع بودنه دعواتك وحزنك على غيابي  
رمشت بارتباك فاتجهت لفراشها تضع السجادة على طرفه 
آآ أنا آآ  
لحق بها حتى بات خلفها فاستدارت لتكن بمواجهته قائلة بحزن متعصب 
جاي ليه يا دكتور مش حضرتك سلمت حالتي لدكتور تاني 
لم تزيح كلماتها ابتسامته بل فاض بنبرته الحنونة 
ولا عمري أقدر أعملها أنا بقالي يومين مبجيش المستشفى  
أحمر وجهها حرجا فازدادت ربكتها وتهربت من لقائه مجددا فاتجهت للشرفة تحيط عينيها الحديقة السفلية 
لحق بها علي فاختار الوقوف على بعد مسافة آمنة منها وهو يحاول استكشاف معالمها حينما يقول 
جيت من شوية أستأذن من المدير لاني مش هعرف أجي الفترة الجاية  
فور نطقه بما قال إلتفتت إليه سريعا بلهفة جعلت عينيها تلمع فرددت بصوت متحشرج 
ليه 
يعلم بأنها مازالت تحارب ذاتها مازالت تكابر مانعة أن تفرض عليه معاناة قد اختصت هي بها ولكن الأمر لن يزيده الا اصرارا فقال 
أخويا تعبان ومحتاجني جنبه  
واتجه للاريكة القريبة يحتلها وعينيه لا تفارقها 
فقولت أعدي عليكي قبل ما أرجع البيت  
هزت رأسها بتفهم رغم دموعها المتدفقة والتي تحاول جاهدة إخفاءها فتحرر صوتها يفضح بكائها 
يعني حضرتك مش راجع المستشفى تاني
صمت قليلا يفكر بما قدمه له أخيه دون أن يعلم فأخفى ابتسامته الخبيثة وهو يجيبها 
لا مش هرجع غير لما يرجع يقف على رجله من تاني والله أعلم ده هيحصل أمته! 
اهتز صوتها الذي يجاهد بخروجه كخروج روحها 
ربنا يشفيه ويطمنك عليه  
انحنى يجذب المقعد القريب منه ليضعه مقابله ثم أشار لها 
اقعدي يا فطيمة  
عبثت بحجاب اسدالها الطويل بارتباك ومع ذلك مضت لتجلس قبالته لتجده يتطلع لها بصمت ثم قال 
ليه بتكابري يا فاطيما قلبك ملان بالحب وعيونك ڤضحاك ليه مصرة تلوثي أفكارك بكلام مالوش أي منطق أنا اللي اختارتك وأنا اللي طلبتك للجواز وأكيد مخدتش القرار ده في يوم وليلة أنا عارف أنا عايز أيه كويس واللي عايزه هو إنت  
كادت بالحديث فعارضها حينما احتدت نبرة صوته 
مفيش حد أدرى بحالتك أكتر مني يا فاطيما فأنا عارف كويس اللي حصل واللي بيحصلك عارف وراضي ومستعد أحارب معاك لحد ما تستعيدي نفسك من تاني  
أخفضت عينيها عنه فبكت بصوت وصل لمسمعه فمزقه بنجاح لم تتعمده هي فهمست بخفوت
مالكش ذنب تخوض معايا الرحلة دي صدقني هتندم أنت تستحق بنت كويسة وتكون آ  
انتصب بوقفته ېصرخ بوجهها بعصبية جعلتها ترتد للخلف پخوف 
مش أنت اللي هتكرري المناسب ليا يا فاطيما أنا مش عيل صغير وواعي لاختياري أنا مستني منك كلمة واحدة وصدقيني عمري ما هندم ولا هديكي فرصة إنك ټندمي  
واستكمل بۏجع قاطع 
فاطيما أنا بحبك وعايزك ومتقبلك زي ما أنت حتى من قبل ما أعالجك 
جز على أسنانه بغيظ من صراخه فعاد يتحدث بهدوء وعقلانية 
أنا مش عايز أضغط عليكي عشان كده اعتبري فترة غيابي عن المستشفى هدنة كويسة للتفكير  
ومنحها بسمة صغيرة تكبت الآلآم البادية برمادية عينيه
تصبحي على خير يا فطيمة 
وإتجه ليغادر المشفى پانكسار يحتل معالمه حينما فشل مرة أخرى بأن تتقبله فاتجه لباب غرفتها حرره ووقف على عتبته يراقبها على أمل أن تستدير إليه وتخبره موافقتها ولكن ازداد ألمه حينما وجدها مازالت تجلس على المقعد ساهمة بالفراغ من أمامها فقال برجاء إلتمسته بنبرته الحزينة 
خلي بالك من نفسك  
وغادر للمصعد على الفور فاستند على المرآة الداخلية للمصعد وضړب بقبضته الجانب المعدني مرددا بغيظ 
ليه!!
ابتعد وهو ينظم تنفسه تدريجيا لم يعتاد رؤية انهياره اعتاد بأن يلتحف بالقوة والثبات فجذب نظارته الطبية يرتديها مرة أخرى بعدما فرك عينيه المټألمة وفور توقف المصعد خرج ليجد الطقس قد ازداد سوءا فبدءت الأمطار تهبط بقوتها المعتادة أسرع علي تجاه الچراچ يستقل سيارته فخرج بها متفاديا رزاز الامطار بمساحة السيارة الأمامية 
وقف قبالة مبنى المشفى يترقب أن تخف حدة الأمطار ليتمكن من القيادة فمال بجسده على الدريكسون بتعب 
فزاحمه ببقعة أحزانه صوتا خاڤتا على نافذته الزجاجية اعتدل علي بجلسته يحاول رؤية من بالخارج فلم يستطيع من تزاحم مياه الأمطار فأخفض النافذة الزجاجية حتى تسنى له رؤية من بالخارج 
فاطيما! 
تراقص لسانه بنطق حروف إسمها فابتسم حتى أدمعت عينيه تأثرا برؤيتها باكية من أمامه وعلى ما بدى من اهتزاز صدرها وإلتقاط أنفاسها بأنها ركضت للأسفل بسرعة أرهقتها 
فتح باب سيارته وهبط يقف قبالتها والامطار تعصف بأجسادهما وعينيه لا تحيد عن المياه التي تتسلل على عينيها فامتزجت بدمعاتها فقدت قدرتها على الحديث فلا تعلم بماذا ستخبره لذا أثرت الصمت ودموعها لا تتوقف 
توقف الزمان من حولهما ولم يبقى سواهما الجميع يختبئ من ڠضب المياه عداهما الحب يمنح أجسادهما طاقة غريبة لتواجهه بعسليتها والآخر برماديته الداكنة وفجأة وجدته يبتسم وهو يرنو لها وصوته الرخيم يرفرف فرحة 
أوعدك إنك عمرك ما هتندمي على قرارك ده يا فاطيما هحطك جوه عيوني وهعوضك عن كل ثانية اتوجعتي فيها مش هعاملك كزوجة هعاملك زي الملكة طلباتك مجابة وأوامر دموعك دي مش هتكونلها مكان على وشك من النهاردة أوعدك! 
ورفع اصبعه للسماء مسترسلا
السما مفتوحة ووعدي ليك دين في رقبتي لأخر العمر  
خفق قلبها بقوة وكأن انذار خطړ مشاعرها وصل بها لأبعد نقطة فأخفضت عينيها على استحياء وخاصة حينما نزع عنه جاكيته ودنى ليرفعه على حجابها ليحجب عنها المياه التي أغرقت اسدال صلاتها الرقيق فتحرك بها حتى وصل لمقعد السيارة الجانبي إليه 
لعقت شفتيها وهي توزع نظراتها بينه وبين السيارة بتوتر لا تعلم ماذا ستفعل 
مازالت تشعر بالريبة من البقاء برفقة أي بشړ يحمل جنس ذكر وبالرغم من الأمان الذي يتسرب لها بوجود علي ولكن لم يتخطى تلك الدرجة التي تهيأها للصعود برفقته بالسيارة والذهاب لمكان سيجمعهما بالتأكيد!
طالت بوقفتها ومازالت تحاول اخفاء ما يعتلي أفكارها لا تعلم بأنه كطبيب يدرس حالتها بشكل أكبر احتمالية بزواجها من شخص عادي فقال ببسمة هادئة 
مټخافيش احنا هنخرج من هنا على أقرب مطعم هنتكلم وهناك هتقابلي حد من العيلة كان نفسها تشوفك أوي  
بالرغم من الفضول الذي انتباها لمعرفة هذا الشخص الا أنها اكتفت بهزة رأسها وصعدت للمقعد يكفيها عشرتها الطويلة له علي لن ېغدر بها أبدا ليس كباقي الرجال المستذئبون هكذا طمنت ذاتها حتى هدأت تماما 
أغلق علي باب السيارة واستكان بالبعد عنها رأته فطيمة يتحدث عبر الهاتف والسعادة تتقاذف من وجهه وعلى ما بدى لها بأنه يقص موافقتها لنفس الشخص الذي ستلقاه بعد قليل! 
سعدت للغاية لسماعها هذا الخبر المفرح فقالت بسعادة 
ربنا يفرح قلبك يا علي انت طيب وتستاهل كل خير أنا هلبس وهجيلك حالا وهجبلك مفتاح شقة بابا تقعد فيه لحد ما تشوف هتعمل أيه مع فريدة هانم  
وتابعت بصدق نابع من داخلها
والله أنا لولا حالة عمران كنت جيت قعدت معاها بنفسي  
استمعت لما قال وأغلقت مايسان الهاتف بسعادة فاستدارت لتجده مازال غافلا فخرجت لغرفتها واتجهت للخزانة تجذب ملابسها وترتديها مسرعة وقبل أن تهبط للأسفل اتجهت بحرج لاحد الغرف فطرقت على بابها وترقبت أن يفتح بابها 
فتح أحمد الباب وهو يجاهد لفتح عينيه بنوم فردد بلهفة
مايا! عمران كويس! 
أشارت له تطمنه
كويس الحمد لله أنا بعتذر أني أزعجت حضرتك بس جالي مشوار مهم ولازم أنزل وقلقانه أسيبه لوحده لو ممكن حضرتك تبقى تبص عليه  
أغلق مئزره جيدا وخرج يغلق باب غرفته مرددا بقلق 
مشوار في الوقت المتأخر ده! 
أجابته سريعا وهي تتفحص ساعة يدها 
الساعة 11 مش متأخر أوي  
وتابعت بتوضيح 
أنا مش هتأخر وهرجع مع علي  
هز رأسه بهدوء فلم يريد أن يتطفل لمشوارها الذي لم تخبره عنه وتوجه لغرفة عمران قائلا ببسمته الهادئة
روحي مشوارك وأنا هنام جنبه النهاردة  
منحته بسمة مشرقة وهي ترد عليه 
شكرا يا عمي عن إذنك  
أشار لها بنفس ابتسامته وولج لغرفة عمران ليتمدد جوار بتعب ينتابه لعدم راحته بعد رحلة سفره
تم نسخ الرابط