الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت
المحتويات
أسفل الغطاء ثم حمل بنطاله وقميصه وإتجه لحمام الغرفة يغتسل وحينما انتهى إتجه لغرفة مكتبها فبحث عن ورقة وقلم ودون لها رسالة ثم عاد لغرفتها فجلس جوارها يمرر يده على خصلات شعرها المفرود بعشوائية وابتسامته لا تفارق وجهه بينما عينيه تراقب ملامح وجهها بحب
نهض يوسف تاركا الورقة على الوسادة المجاورة لها ثم غادر متوجها لعيادته الخاص ليبدأ باستقبال أول حالاته
راقب علي توترها وكان عاجزا عن مساعدتها لا يعلم ماذا يتوجب عليه فعله! بينما كان عمران الأسرع بتدارك الأمر عن أخيه وزوجته فجذب الشطيرة ثم غمسها بالخبز فنالته نظرة غاضبة من فريدة لتصيح به
رسم بسمة واسعة وأجابها وهو يلوك طعامه بتلذذ
فريدة هانم إنت عارفة دراعي التاني مش قادر أحركه هعمل أيه يعني أموت من الجوع مثلا!
منحته نظرة غاضبة وهي تعلم غرضه من فعل ذلك بعدما كانت تستلذ بمراقبتها پشماتة وتترقب أن تفعل أي شيئا لتبدأ بمضايقتها
ابتسم أحمد وهو يراقب ما فعله عمران فترك شوكته وجذب طبق التوست يغمسه بالجبن ويتناوله بسعادة
ضحكت مايسات وأبعدت عنها الشوكة ثم جذبت العسل والشطيرة وتناولت طعامها مثلما يفعلون فصاحت بها فريدة بعصبية
مايا أيه اللي بتعمليه ده فين الاتكيت!!
هزت كتفيها بقلة حيلة فتعالت ضحكات عمران بمشاكسة وكأنه حرر أول الفتيل وترك لهم الباقية قرب علي من فطيمة طبق الخبز وجذب أحدهم ثم فرد بالسکين الجبن ليتناوله ببسمة مكبوتة على وجه والدته الأقرب للانفجار
وتركتهم وصعدت للدرج وقبل أن تنجرف لغرفتها تسلل إليها أصوات ضحكاتهم الصاخبة فور مغادرتها فاتجهت للسور الحديدي لتراقبهم بنظرات مشټعلة وخاصة حينما استمعت لاحمد يقول بمرح
تحسوا الجو بقى نقي أكتر من الأول صح
ضحك علي وهو يشير له بحذر
لو سمعتك هتتعاقب يا باشا الله يكرمك خلينا نكمل فطارنا على خير
رد عمران بغمزة مشاكسة
عمك مش ببهمه حد صح يا وحش
ضحك وهو يغمس العسل ويلتهمه مرددا بمزح وهو يلعق أصبعه الحامل لبقايا العسل
أمك لو شافتني بعمل كده هتطردني وهتطردكم ورايا!
ضحكت مايا وقالت
أنا مش متخيلة شكلها لو شافتك بتعمل كده يا أنكل
أضافت شمس بتقزز
أنا قرفت بصراحة كل يوم سلطة وروتين أكل ممل يا رتنا عملنا كده من زمان!
قال عمران وهو يتطلع لفطيمة التي تراقبهم ببسمة صغيرة
يا ريتك اتجوزت من زمان يا علي لإن الظاهر كده إن جوازك بداية التغير هنا!
ارتشف قهوته وأجابه
حملك عليا يا عمران هتحدف كل حاجة عليا أنا مش ناقص الله يكرمك
وقف أحمد وردد ببسمة هادئة
أنا الحمد لله شبعت هستناكي بره يا مايا عشان منتاخرش على الشركة
وتابع بسخرية
كنت فاكر إني هربت من مطحنة الشغل اللي في مصر جيت لقيت شركة عمران في انتظاري!
رد عليه ببسمة هادئة
هتتردلك يا عمي
وتابع بخبث
الله أعلم يمكن تأخد اجازة كبيرة عشان تتجوز مثلا وتقضيلك شهر كامل ساعتها مش هتلاقي غيري يشيل الليله
زوى حاجبيه بدهشة
جواز أيه!
تنحنح علي وهو يسدد نظرة قاتمة لاخيه
متأخدش في بالك يا عمي إنت عارف إن عمران بيحب يهزر
أزاح بالمنديل بقايا الطعام عن شفتيه وقال ببسمة ماكرة
أنا قصدي إن في الشركة عندنا مزز هتخليك تغير رأيك وهتفكر جديا بالارتباط يا عمي مش كده يا مايا
هزت رأسها بتأكيد فقال
ابقي عرفيه على مدام أنجلا لسه متطلقة من شهرين بس أيه يا عمي مزة تحل من على باب المشنقة
مسح علي وجهه بغيظ بينما هز أحمد رأسه بمرح
وماله نتعرف منتعرفش ليه يمكن على رأيك نفكر نرتبط!
قالها وعينيه مسلطة على ظلها الڤاضح لوقوفها بالأعلى فخدمه عمران خدمة يستحق لأجلها الكثير لا يعلم بأنه يحاول الآن مساعدته بعدما ڤضح أمرهما!
جذبت مايسان حقيبتها واتجهت لعمران تخبره
أنا مش هتأخر في شوية أوراق واقفين على توقيعك هجيبهم وأعرف أنكل أحمد على الموظفين وأقدمله ملفات أخر صفقات للشركة وهرجع على طول
منحها ابتسامة جذابة وهمس لها بحب
خلي بالك من نفسك ومتتأخريش عليا عشان بتوحشيني
رمشت بعدم تصديق وانجرفت بعينيها لفطيمة وشمس وعلي ثم عادت ټطعنه بنظرة خجلة من وقاحته فحملت الحقيبة وغادرت على الفور بينما ردد علي بضيق
متبقاش عمران أخويا الوقح لو محرجتش البنت قدامنا كلنا!
تعالت ضحكاته واستدار يغمز له بتسلية
أنا مش عارف إنت مركز معايا ليه ما تركز مع مراتك يا دكتور
اتجهت نظرات علي لفطيمة بخبث فابتلعت الطعام بارتباك جعلها تسعل بقوة فجذب علي كوب المياه وقدمه لها ارتشفته ومنحته بسمة شاكرة أشار لها علي على شفتيها فعلمت بأنه يقصد أن هناك بقايا الجبن فحاولت ازاحتها بالمنديل الورقي وحينما فشلت مد إبهامه يبعد الجبن عن شفتيها فقدمت له فطيمة منديلا ليزيل الجبن عن اصبعه فتفاجئت به يضعه بفمه ويستلذ بتناوله خفق قلبها پعنف وجهها يصطبغ بحمرته بدرجة جعلتها تلتهي بتناول الطعام رغم أن معدتها قد امتلأت فكبت علي ضحكاته وهو يراقبها باستمتاع
نهضت شمس تجذب كتبها لتواعهم ببسمة رقيقة
يدوب الحق المحاضرة أشوفكم بعدين
ووجهت حديقها لفاطيما قائلة
مش هتأخر عليكي يا بطوطكلها ساعتين تلاتة وهرجعلك هوا
منحتها بسمة هادئةقائلة
ربنا معاك يا حبيبتي
غادرت شمس لسيارتها بينما أشار علي لعمران بتعصب وهو يتفحص هاتفه
انجز قبل ما الدكتورة توصل ما أنا بقيت ممرض جنابك
قال وهو يلوك ثمرة من التفاح باستمتاع
مش عارف مالي حاسس بنفس مفتوحة كده تفتكر ده تأثير الحرية ولا الهوا النقي!
كز على أسنانه بغيظ
إنت مش ناوي تجبها لبر أنا عارف!
فتحت عينيها بتكاسل ويدها تمر جوارها باحثة عنه نهضت ليلى تبحث عنه بفزع فلم تجده بالفراش تطلعت تجاه باب الحمام الموصود ونادته بقلق
يوسف!
تأكدت بأنها بمفردها فضمت ساقيها لجسدها وبكت پصدمة كل ما يشغل عقلها بتلك اللحظة بأنه تخلى عنها ولم يقبل إعتذارها!
حانت منها نظرة جانبية لمكانه الدافئ فوجدت ورقة مطوية تحتل وسادته جذبتها وفتحتها بلهفة فوجدته كتب لها
قومي يا دكتورة خديلك شاور وانزلي المستشفى أنا كلمت المدير وإستأذنتلك في ساعتين ده اللي قدرت عليه مقبلش أشوفك عايشة من غير روح يا ليلى وشغلك ده روحك وحياتك هحاول أخلص شغل العيادة النهاردة بدري عشان تخرج نتعشى بره مع بعض بحبك يوسف
ضمت الورقة لصدرها والابتسامة تعاكس دموعها التي لا تستطيع التوقف بعد كل ذلك
مازال يحرص على سعادتها حتى بعدما امتلك حق ابعادها عن حلمها عاد يمنحها أجنحة أكثر قوة ويطالبها بالتحليق مجددا رددت بهمس مغرم
حبيبي يا يوسف
ووضعت قبلات متفرقة على الورقة الماسدة بين يدها وهي تتمنى رؤيته بذاك الوقت فنهضت وإتجهت لحمام الغرفة وفور انتهائها من أخذ حماما دافئ خرجت تتجه لعيادته بارتباك انتابها فور رؤية عدد النساء القابعات بالخارج أخذت تفكر جديا في الساعات الطويلة التي ستقضيها بالخارج بانتظار دورا عادلا لرؤيته فلم تجد سوى اللجوء للوسطة للدخول
دنت ليلى من مكتب الممرضة التي استقبلتها قائلة بعملية
مرحبا سيدتي
وفتحت أحد الدفاتر قائلة
أخبريني اسمك سنك عدد شهور حملك وآ
قاطعتها ليلى حينما قالت على استحياء
أنا الدكتورة ليلى زوجة الدكتور يوسف كنت أرغب لقائه وأعدك بأنني لن أتاخر بالداخل
منحتها نظرة متفحصة قبل أن تنهض مرحبة بها بحفاوة
سيدة ليلى أهلا بك انتظري قليلا حينما تخرج من بالداخل وسأدخلك بعدها
أومأت برأسها ببسمة هادئة وإتجهت للمقعد المشار إليه فأخذت تتفحص النساء الحوامل بنظرة غريبة لا تعلم لما انتابتها رغبة غريبة بأن ترى ذاتها ببطن منتفخ مثلهن
إن روادها هذا الشعور لبضعة دقائق قضتهما بالجلوس هنا فيحق ليوسف رغبته العاجلة بالحصول على طفل صغير أفاقت ليلى من شرودها على صوت الممرضة التي تفتح باب الغرفة ببسمة واسعة
تفضلي سيدتي
نهضت ليلى وولجت للداخل بارتباك فما أن رآها يوسف حتى نهض عن مكتبه يردد بذهول
ليلى إنت لسه هنا
أومأت برأسها ودنت من مكتبه تراقب الممرضة التي ما أن أغلقت الباب حتى إتجهت إليه تخفي ذاتها بأحضانه هامسة پبكاء
يوسف!
وجد ورقته مازالت بيدها فعلم ما تخوضه الآن فرفع ذراعيه يحيطها بحنان ثم انحنى لمكتبه يجذب أحد المناديل وأبعد الحاسوب وأوراقه ليحملها بقوة ومن ثم جعلها تجلس على المكتب وجلس على مقعده قبالتها يزيح دموعها برفق خطفت ليلى نظرة سريعة إليه ورفعت الورقة إليه تشير إليه
ليه أنا مستهلش إنك تعمل كل ده علشاني يا يوسف!
ابتسم وهو يحرك المقعد ليحيط جسدها بذراعيه فقرص ذقنها بخفة
لا تستاهلي وتستاهلي أكتر من كده كمان
وتابع ببسمة جذابة
مش معنى إن حصل بينا خلاف يخليني أنسى صفاتك الكويسة وحبك ليا يا ليلى
وقال مازحا
وبعدين ينفع اول مرة تخشي فيها مكتبي تخشيه مكشرة ومعيطة كده يا لوليتا
وأشار بيده على الفراش المجاور لعدد من الأجهزة السونار وغيره قائلا
ايه رأيك بقى
أبعدت عينيها عن خاصته لټخطف نظرة متفحصة لمحتويات الغرفة التي يملأها صورا كثيرة للأطفال وعادت لتستقر عليه قائلة
جميلة
واخفضت ساقيها للأرض ثم نهضت بحرج
أنا همشي عشان الحالات اللي برة وهستناك بليل بس مش هنخرج هعملك أكل بيتي بايديا
نهض إليها مبتسما فرفع أصابع يدها يطبع قبلة رقيقة على باطنها هامسا بمرح
يسلملي روح الشيف اللي ساكن جواك
وأضاف بنهم
يبقى تعمليلي سجق وكبدة اسكندراني
سحبت كفها بخجل وهو تخبره
عيوني
وتركته ورحلت والابتسامة لا تفارق شفتيها فأوقفت
متابعة القراءة