الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت
المحتويات
ست أنا عايشة قلقانه ومش قادرة أديلك الثقة بالرغم من إني بحبك
وأخفضت عسليتها عن رمادية عينيه المهلكة تترجاه پبكاء
من فضلك اديني الفرصة اللي أقدر بعدها أخد قرار القرب منك بدون خوف ولا قلق
جذبها لاحضانه بقوة وصوته يتحرر لآذنيها
أنا آسف يا مايا آسف على كل حاجة يا حبيبتي أوعدك إن اللي جاي من حياتنا هيكون ملكنا إحنا وبس
ارتعشت يده لدرجة جعلت اقترابه بطيء وقبل أن تصل إليها انتفضوا معا على صوت انفتاح باب الغرفة ليطل من أمامهما علي مرددا
عمران آ
انقطعت جملته حرجا فاستدار سريعا للخلف وهو يصيح
دفعته مايسان للخلف بوجها مصطبغ بالحمرة وهرعت للخروج وهي تردد على استحياء
أنا كنت خارجة
وصفقت الباب من خلفها پعنف فاستدار علي لعمران الذي يكاد يهرول إليه بالسکين المجاور إليه فاقترب علي يجلس على المقعد وهو يتابع بسخرية
أيه بتبصلي كده ليه!
أجابه من بين اصطكاك أسنانه
ضحك وهو يجيبه مشاكسا
أنا نفسي أفهم أنت جايب شجاعة خوض المعارك دي منين يا ابني مش كده اهدى حتى لحد ما تسترد صحتك!
هدر منفعلا
وأنا كنت اشتكيتلك يا جدع!! أنا حر أعمل اللي أنا عايزه واللي أعرفه إن في ساعات محظورة مينفعش ټقتحم فيها اوضة راجل متجوز!
اڼفجر علي ضاحكا وصاح من بين سيل ضحكاته
واستكمل بخبث
بس تمام هديك وعدي ووعد الدكتور علي مبيترجعش فيه
راقبه باهتمام لسماع وعده فاخبره بغمزة تسلية
لما تجمعكم أوضة واحدة والنفوس تتصافى مش هتلمح طيفي في أوضتك تاني ها كده مرضي
ذم شفتيه بسخط وزفر پغضب
لكزه بقدمه بضيق
في واحد يكلم أخوه الكبير كده!
ركل قدمه بعيدا عنه بعصبية
أنت جاي نص الليل تديني محاضرات ما تنجز يا علي عايز أتخمد!
وضع قدما فوق الاخرى باسترخاء بارد
لا اهدى كده عشان تفهم اللي هقولهولك كويس
هز رأسه وتابعه بنفاذ صبر وهو يجذب كوب المياه يرتشف ما به فسحب علي نفسا مطولا قبل أن يقول
سكب ما بفمه بوجه علي هامسا پصدمة
فريدة هانم اللي هي أمك!!!
أزاح بمنديله الورقي المياه بتقزز وهدر بانفعال
أمال هتكون مين يعني!
جحظت أعين عمران وتساءل
علي إنت شارب حاجة ولا اللي حصل تحت من شوية خلاك تفكر إزاي تتخلص من فريدة هانم!
زفر پغضب
لا ده ولا ده كل الحكاية إنها صعبانه عليا إنت دلوقتي متجوز وأنا فرحي بعد اسبوع وشمس هي كمان فرحها بعد الامتحانات يعني ماما هتكون لوحدها يا عمران ضحت بعمرها وشبابها كله عشانا وجيه الوقت اللي تعيش فيه حياتها ومتكنش فيه لوحدها
بالرغم من سخافة ما يستمع الا أنه لم يستمع عدم التأثر بحديثه فقال بسخرية لازعة
طب ويا ترى بقى لقيتلها العريس المناسب
هز رأسه وأجابه
عمك أحمد
برق عمران صدمة تفوق صډمته فجذب جسده تجاه مقعده وهو يردد بعدم استيعاب
ده إنت بتتكلم جد بقى!!
صړخ بعنفوان
أمال يعني جاي أهزر! ما تفوق وتتعدل!
قال وهو يحاول التحكم بهدوئه
أنا معنديش اعتراض طبعا بس اللي بتقوله ده مستحيل فريدة هانم تقبله سبق وعمك اتقدملها زمان وهي رفضت فأكيد هترفضه دلوقتي
نهض عن المقعد وأسرع بالجلوس جواره
ودي مهمتنا بقى نقرب بينهم ونخليه تقبل الجواز بيه
صمت يفكر بحديثه وهلة ثم قال بضجر
أيه يعني اللي طلع الموضوع بدماغك واشمعنا عمك أحمد!
زفر پغضب فلم يكن يريد البوح عن ذاك السر ولكن لا طريق أمامه سوى مساعدة عمران وتقبله بالأمر فقال بحزم
عمران فريدة هانم وعمك بيحبوا بعض من قبل ما تتجوز بابا
جحظت عينيه صدمة وصاح
أيه!!
لأول مرة ينتابها احساس الهزيمة اليوم تجرأ عليها أحد أبناءها وتحرر قاطعا احدى الخيوط التي تحاوط معصمه شعرت فريدة بتلك اللحظة بأنها تختنق فخرجت للشرفة تشم الهواء ليسع لقصبتها التنفس انحنت على السياج ساندة رأسها لذراعيها والهواء يحرك خصلاتها بقوة ضغطت على ذراعيها بغل ورددت من بين انهدار اتفاسها
استني عليا وشوفي هعمل فيكي أيه الجوازة دي مش هتتم وقبل معاد الفرح هيكون كل شيء انتهى!
انتهت فطيمة من أخذ حمامها الدافئ وارتدت منامة بنية من الخزانة التي وجدت بها ملابس رقيقة قد أحضرتها لها مايسان وشمس صباح هذا اليوم ثم بدأت باستكشاف غرفتها بحماس فخرجت للشرفة ومن ثم ولجت لكل دكنا بها فأكثر ما أعجبها لونها الأبيض المريح والفراش الذهبي الذي يتوسط أرضيتها بالاضافة لمكان مخصص لتبديل ملابسها
استقرت عينيها على ذاك الباب المصفوف بمنتصف الحائط الخاص بالفراش فكانت تظنه باب الحمام الخاص بالغرفة ولكنها وجدته ينجرف على الجهة الاخرى فاتجهت تحاول فتح الباب لاستكشاف ماذا يطل
فتح الباب أمامها لتجده يصلها لغرفة قاتمة الظلام أضاءت فطيمة الاضاءة لتتمكن جيدا من رؤيتها فتفاجآت بصور علي تمليء الغرفة حتى الخزانة المحاطة بأحد زواياها كانت تخص ملابسه التي يصعب عليها نسيانها
بالرغم من ارتجاف جسدها رهبة من تواجدها بمكانه الخاص الا أنها سمحت لذاتها بتفحص غرفته باهتمام كبير فجذب انتباهها مكتبته الصغيرة القابعة جوار النافذة اتجهت إليها بتردد فلفت انتباهها عناوين الكتب المختارة على الرفوف وأغلبهم للعراب أحمد خالد توفيق الكاتب المصري الذي حصل على عشق فطيمة لرواياته وأعماله الأدبية وبالرغم من صعوبتها بالحصول على أغلب رواياته ورقيا الا أنها كانت تقرأهم على الانترنت وتمنت يوما الحصول عليها وها هو علي يغنتم تلك الغنيمة التي كانت أسمى طموحاتها يوما
وما جذب انتباهها وجود أكثر من عمل له فجذبت الكتب تراقبها باهتمام بالغ وبسمة حماس جعلتها لا تتمنى عودة علي لغرفته الآن بينما هو يستمتع بتأملها من خلف الباب المؤارب بعدما كان بطريقه لغرفته حينما انتهى من قص قصة أحمد وفريدة لعمران فصدم برؤيتها داخل غرفته لذا حرص الا يقلقها بظهوره بالداخل فهو أكثر الاشخاص معرفة بحالتها
تمنى لو قضى عمره بأكمله يراقبها هكذا سعادتها بالكتب كانت تزرع بسمته على شفتيه دون ارادة
منه وأكثر ما لفت انتباهه تعلقها بكتب دكتور أحمد خالد توفيق فعلى ما يبدو بأنهما يحصلان على نفس العشق الخاص لكاتبهما المفضل
أعاد علي غلق باب غرفته وهبط لغرف الطابق الأول ليقضي ليلته بأحدهما حتى لا يفسد فرحتها واستقرارها النفسي فتفاجئ بهاتفه يضيء برسالة معلنة من الجوكر فتحهل ليجد بها
مبروك يا عريس معرفتش أكون موجود بعقد القران لإنشغالي بمهمة تبع الشغل لكني هكون موجود الاسبوع الجاي في الفرح وبالفترة دي بحضر لفطيمة مفاجآة هتساعدك في علاج حالتها بلغها سلامي ليوم لقائنا
أغلق هاتفه وهمس باستغراب وهو يسند ظهره للفراش
مفاجأة أيه دي!
هرب الظلام مع ليل ذاك اليوم وطلت شمس يوما جديد ومازالت كما هي تجلس بانتظار عودته ولكنه لم يعود فاقت ليلى على صوت منبه هاتفها الذي يوقظها كل صباح للعمل فوجدت ذاتها تغفو بالردهة على المقعد بملابسها فأسرعت لغرفة نومهما عساها تجده فوجدت الفراش مرتب كما كان تهدلت معالمها يأس وجذبت هاتفها تحاول الاتصال به ولكنه لم يجيبها فلم تجد سوى اللجوء لسيف الذي أتاها صوته يجيب
صباح الخير يا دكتورة ليلى في حاجة ولا أيه
ارتبكت ولم تعلم ماذا ستخبره ولكنه استجمعت شتاتها قائلة
يوسف فين يا سيف
رد عليها وهو يتثاءب
يوسف نزل من ساعة كده على المستشفى
أتاه صوت بكائها ورددت من بين شهقاتها
يوسف سايب البيت يا سيف ومش بيرد على مكالماتي عشان آآ
قاطعها سريعا باسلوب متهذب
ليلى اهدي أنا عارف إنك بتعتبريني زي أخوكي بس يوسف مش بيحب أي مخلوق يتدخل في خصوصيات بيته فمش هيكون مبسوط لو عرف إنك حكتيلي شيء خلي اللي بينكم بينكم عشان الامور متزدش
جلست بجسدها على الاريكة تصيح پاختناق
طيب أعمل أيه يا سيف!
أتاه صوته الهادئ يخبرها ببسمة صافية
يوسف مفيش في حنيته ولا طيبة قلبه أنا اللي هقولك يا دكتورة!
وتابع بمكر
أقولك روحيله المستشفى واتكلمي معاه وهو أكيد مش هيسيب الامور تسوء بينكم لانه بيحبك
ازاحت دموعها وتسللت الابتسامة إليها فقالت وهي تهم لخزانتها بلهفة
هعمل كده لما هرجع هكلمك سلام
أغلقت الهاتف وأبدلت ملابسها سريعا ثم هبطت تقود سيارتها للمشفى الذي يعمل به يوسف فجلست تترقب دورها بعدما دفعت ثمن الكشف دون البوح عن هويتها للممرضة حتى أتى دورها فتماسكت وهي تشدد على حقيبتها تخطو بارتباك للداخل
تفاجئ يوسف بها فسحب نظراته عنها للحاسوب من أمامه وهو يحاول كظم غيظه ابتلعت ليلى ريقها بصعوبة بالغة وجلست على المقعد المقابل إليه فقال دون أن يتطلع لها
جاية ليه
أجلت أحبالها الصوتية مرددة
أنا قاطعة كشف زيي زي أي مريضة والوقت ده من حقي يا دكتور
تابع عمله على الحاسوب متجاهلها تماما فعبث بأظافرها الطويلة قليلا قبل أن تردد بخجل
أنا آسفة على الكلام السخيف اللي قولته إمبارح أنا مكنتش أقصد حقك عليا
جذب الأوراق يدون بها ما ينقله عبر الحاسوب وكأنها هواء يترنح من أمامه فمدت يدها تحجر يده التي تحرك القلم على الورق تناديه بقلب مذبوح فؤاده
يوسف!
قبض صدره لهفة لسماعه اسمه بنبرتها الشبيهة بالباكية فرفع وجهه لها ليجدها تعيد كلماتها پبكاء تحرر فجأة
أرجوك متزعلش مني إنت فعلا عندك حق وأنا جيت النهاردة عشان أصحح غلطي
وتابعت ببسمة صغيرة
وجاهزة إنك تكشف عليا
وخز قلبه لسماعه كلماتها الاخيرة فقال وهو يمنحها نظرة مطولة
مفيش له داعي أنا مش عايز أولاد خلاص
تحجرت أنفاسها جراء ما استمعت إليه فازدردت ريقها بصعوبة بالغة وهي تتساءل بۏجع
مش عايز أولاد مني يا يوسف
قال بجمود وعينيه لا تفارقها
لا منك ولا من غيرك
نهضت ليلى عن مقعدها واتجهت إليه فانحنت لتكون على نفس مستواه قائلة بابتسامة تعاكس دموعها المتدفقة
أنا اعتذرت على اللي قولته امبارح معقول مصمم توجعني بكلامك ده!
حرك مقعده الهزار ليكون قبالتها وانحنى برأسه قبالة عينيها
المفروض تكوني طايرة من الفرحة لاني خلاص بحلك من الخلفة اللي هتضيع مستقبلك يا دكتورة!
تهاوى الدمع دون توقف وعينيها لا تفارق خاصته فاتكأت على المكتب حتى استقامت بوقفتها فجذبت حقيبة ذراعها وركضت باكية من أمامه فحرر سماعته
متابعة القراءة