الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز

وراء ذاك الوجه الجامد هناك أنثى انكسر كبريائها وتلاشت ضحكاتها توارت خلف ظلام ممېت قاټل أزاحت فريدة دموعها وصړخت پغضب جعل فاطمة مندهشة 
مش هسامحك على الدموع دي أنا مش بحب النكد ولا الحزن وشي هيكرمش بسببك!!
ورفعت اصبعها تحذرها بجدية قاټلة 
أول قاعدة من قوانين فريدة هانم الغرباوي ممنوع تنكدي عليا أو تقوليلي اي شيء حزين يخليني أنكي وأجهد بشرتي لأي سبب من الأسباب مفهوم
اغتصبت ابتسامة خاڤتة على شفتيها وأومأت برأسها عدة مرات فمنحتها ابتسامة صغيرة وفرقت ذراعيها عن بعضهما وهي تشير لها 
تعالي 
اتسعت نظراتها صدمة وهي تتطلع لها بعدم تصديق فأرغمت قدميها على التحرك بصعوبة حتى وصلت قبالتها فضمتها فريدة لاحضانها بقوة تربت على خصرها بحنان وكأنها تواسيها عما خاضته وعاشته بتلك التجربة القاټلة 
ارتعش جسد فاطمة حينما شعرت بهالة من الدفء والحنان المشابه لضمة والدتها الراحلة فرفعت يدها تتعلق بها كالغريق المتعلق بقشة نجاته انكسر قلب فريدة وهي تشعر بانتفاضتها بين ذراعيها فشددت أكثر من احتوائها مرددة بتلقائية منها دون الاستيعاب لما تنطق به 
متزعليش يا حبيبتي اللي فات انتهى مش هيتعاد تاني وانتي هنا بينا محدش هيقربلك أبدا آآ أنا هنا جانبك!!
أفرغت كل ما بداخلها من خزين البكاء على كتف فريدة التي تحاول أن تهدهدها كأنها صغيرتها الباكية تستمد كل قوتها لتبدو أكثر حذرا بالتعامل مع حالة فطيمة المشابهة لحالتها سابقا في فترة زواجها كأنها ترى نسختها سجينة هذا القصر منذ أعوام تغرقها بحنان كانت تود لأحد أن يفيضها به سابقا 
تحرر باب الغرفة وتسلل للداخل علي وعمران ويتبعهما أحمد ومايسان التي علمت منهم بالخارج بما يحدث فظنوا بأنها قد تضع السم لها بالطعام كمحاولة للتخلص من فاطمة ومنهم من ظنها ستقوم بطردها عاجلا بعد نوبة الازعاج التي أيقظت القصر بأكمله بالأمس فزاغت أبصارهم صدمة مما يرى أمامهم فانفتحت الأفواه وتلبسهم الصمت والنظرات المستنكرة لما يحدث هنا حتى شقهم صوت عمران المازح 
أنا بحلم أم أتوهم أم الاتنين في بعض
أجابه أحمد بدهشة 
ممكن نكون دخلنا أوضة غلط!
أجابتهما مايا وهي تبتلع ريقها ببطء 
لأ يا أنكل هي الأوضة 
تساءل علي باستغراب 
طب في أيه بقى!
ردد عمران ومازالت عينيها تتسعان صدمة 
دي عمرها ما حضنتني الحضن ده! مش بقولكم أنا محتاج اعمل للعيلة دي!!
تحرك علي إليهما فكانت فريدة أول ما تمكنت من رؤيته فاستعابت بما يحدث الآن وبوجود الجميع بالغرفة لذا أبعدتها عنها وهي تستعيد قوة شخصيتها المبالغ بها قائلة بارتباك 
علي آآ كويس إنك جيت قولها إني مبحبش النكد أنا ندمت إني طالعتلها مش معقول التعاسة اللي عيشتني فيهم الكام دقيقة دول 
ورددت وهي ټخطف نظرة لأحمد ولابنها وزوجته 
ثم إنكم بتعملوا ايه هنا إنتوا ناسين انا الحفلة بكره وورانا تجهيزات كتيرة ولا سايبن كل شيء عليا زي كل مرة لكن لأ أنا معنديش القدرة أنظم كل شيء لوحدي ومش هسمح بالتسيب ده 
وتحركت بالخروج أو بالفرار من منطق أخر متمتمة بسخط 
بكره جايلنا ناس من كبار الطبقة الآرستقراطية لازم كل حاجة تكون برفكت والا هنكون مهزلة قدامهم لازم أتمم على كل شيء بنفسي!
وقبل أن تختفي من أمامهم قالت 
تقدر تفطر مع مراتك النهاردة يا علي لكن الباقي لو منزلوش على المعاد مفيش فطار ليهم النهاردة مفهوم!
واحتفت من أمامهم كنسمة عابرة اختطفت الهواء من أنفاسهم فقال عمران پصدمة 
مين دي!
أدلى احمد بشفيته بحيرة 
بحاول أركز معاها بس لقتني بتعب في النص فريدة أمك زي الفرس الجامح لو مكنتش خيال متقدرش تصمد لوقت طويل ودي بداية غير مبشرة بالمرة للي أنا داخل عليه يا ابني!
منحه نظرة ساخرة ثم قال 
طيب يلا يابو حميد نلحق الأكل بدل ما نفضل طول اليوم على لحم بطننا!
خرج الجميع وتبقى علي قبالتها يتأملها وهي تمسح دموعها بخجل فما أن استكانت حتى قال بفضول 
العداوة راحت فين
رفعت كتفيها تجيبه ببراءة 
معرفش! بس فريدة هانم طلعت طيبة أوي يا علي أنا فرحانه اوي إنها ادتني فرصة وشكلي ظلمتها ومعرفتهاش كويس 
ابتسم وهو يراقب تلك الابتسامة التي خفق قلبه پعنف لها وأشار للطاولة التي تحمل الطعام قائلا بحنان 
حبيبتي متشغليش بالك بأي شيء واقعدي افطري وخدي أدويتك أنا عندي ثقة إن طيبتك وقلبك الأبيض هيلين الحجر قدامك مش بس فريدة هانم اللي هتلين!
وسكن بعينيه حضڼ عينيها الساحرة هامسا بصوته المنخفض المغري 
عقبال ما قلبك يلين بحبي وتتقبلي قربي وتحبي حضڼي على فكرة ماما وشمس بيقولولي إن حضڼي حلو ودافي تجربي
ارتبكت بوقفتها أمامه فاسرعت للمقعد المقابل لطاولة الطعام تلهي ذاتها بإلتهام كل ما تتلقفه يدها فتابعها بتسلية ورماديته المهلكة لا تترك لها المجال للهروب فإتجه إليها وانحنى يلتقط بفمه الخبز المغموس بالجبن قبل أن تقذفه لفمها مرددا بتلذذ 
أممم طعمه لذيذ ومختلف! مع أني سبق وأكلت من الجبنة دي كتير غريبة
وأشار لها بخبث 
هاتي حتة كده كمان 
توترت من قربه الشديد منها ومع ذلك مزقت الخبز وغمسته بالجبن ثم قربتها من يده ففجائها مجددا حينما انحنى يلتقطها بفمه مشيرا باستمتاع 
واضح كده إن الأكل من إيدك هو اللي بيحلي الأكل وشكلي كده والعلم لله هتعود إنك تأكليني أو تتبنيني 
واقترب برأسه من رأسها متسائلا بمكر 
موافقة تتبني طفل عنده ٢٧سنة مېت في دباديبك وطمعان في قلبك يا بنت الناس
يتعمد اللعب على مشاعرها وللعجب ينجح بذلك ذلك الطبيب الماكر يعلم الوقت المناسب ليستخدم أسلحته باستهداف عاطفتها ويعلم متى يتراجع ويمنحها حصارها الآمن إن كان شخصا عاديا لكان يقع بالمحظور وتهشمت العلاقة بينهما منذ أول لحظة ولكنه ذكيا يستخدم كل مهاراته الطبية ليعيد لقلبها عذريته المنتهكة!
خرجت من تلك الغوغاء قائلة بتلعثم 
هو آآ مش إنت قولتلي آآ إنك هتجبلي هدية وبتستنى
وصولها هي فين
يعلم بمحاولتها بالفرار من هالته ولم يمنعها أبدا فاستقام بوقفته يجيبها 
لسه ساعة وتوصل هسيبك أنا تكملي فطارك وهخرج مشوار على السريع كده 
واتجه ليغادر وعينيها لا تتركه فجذب باب غرفتها ليغلقه ومنحها نظرة أخيرة وهمسة دافئة 
متنسيش أدويتك يا حبيبتي  
ابتسمت وهي تراقب أثره ورددت لذاتها 
أهو إنت اللي حبيبي! 
بالأسفل  
اجتمعوا على مائدة الافطار ولم يجرأ أحد على التحدث الصمت مطبق على الجميع بما فيهم شمس الشاردة بآدهم الذي ابتعد عنها بالفترة الماضية بعد أخر لقاء بينهما وتحذيره الصريح لها بالابتعاد عن راكان فكانت تصد كل محاولة يقوم بها للقائها 
عبثت مايا بطبقها وهي تتحاشي التطلع لعمران الذي جدد وعده لها بالحصول عليها بالغد لتجمعهما غرفة واحدة وها هو يعيد همسه الوقح مجددا 
النهاردة أخر يوم هتكوني فيه لوحدك من بكره هتنوري أوضتنا يا عروسة!
ارتبكت بنظراتها وتجاهه وراقبت علي الذي دنى منه ينحنى إليه هامسا
خليك وأنا هروح لراكان لوحدي  
أشار له بصدر رحب وعاد يغمز لتلك التي تراقبه بفضول لسماع ما يحدث بينهما  
انتهى من تنظيف الأطباق بعدما كاد بإسقاط أخر طبق قام بجليه فنزع يوسف عنه مريال المطبخ ثم حمل الصينية المستديرة وخرج بها لغرفة أخيه وضعها على الفراش وحركه بخفة 
سيف قوم هتتأخر على الجامعة 
فتح عينيه وهو يردد بنعاس 
سبني شوية يا يوسف أنا تعبان 
لوى شفتيه بسخط 
تعبان من سحلة الواد الحقېر ليك ولا عندك دور برد
تنهد بيأس من الافلات من تلك الذلة التي أمسكها أخيه عليه وجلس باستقامة يصيح بضجر 
ما خلاص يا عم هتمسكهالي ذلة!
منحه نظرة منفرة وكأنه عدوى ستنتقل إليه 
بقى دي أخرتها يا حقېر سايب شغلي وجاي أعملك فطار وأروقلك الشقة وأخرتها تكلمني بالأسلوب ده! لأ بقولك أيه أنا ممكن أقلب في لحظة وأسيبك كده محتاس مع نفسك لا منك هتذاكر ولا منك تنضف مطرحك المعفن ده يا حقېر 
صفق كف بالأخر 
هيقولي تاني حقېر أعمل فيه أيه ده!!
وصاح بانفعال وكأنه يذاكر دروسه 
بالنسبة لتعليمات عمران الوقح تمشي عليك بردو ولا أيه النظام
نفى ما يجول بخاطره 
على العدو الدخيل مش خدامتك الفلبنية اللي بتخدم أبوك 
كبت ضحكاته وهز رأسه قائلا 
اقتنعت!
أعاد فرد قميصه وهو يستعيد تناسق ملابسه للرحيل فوقف امام المرآة يصفف شعره الغير مرتب متابعا أخيه بالمرآة وهو يتابع تناول طعامه فسأله بنبرة حنونة 
لو الأومليت عجبك في جوه لسه أجبلك كمان
أشار له بحرج فاتجه للمطبخ وعاد بطبق أخر ومرر يده على خصلات أخيه المبعثرة 
ألف هنا على قلبك يا حبيبي 
منحه ابتسامة هادئة وعاد يلتهم الطعام بشهية فجذب يوسف جاكيته وحقيبته وقال 
سيف أنا هنزل عشان متأخرش سبتلك على مكتبك مبلغ بسيط كده تدلع بيه نفسك بره الحساب اللي بابا بيبعتهولك ومتعرفهوش أني بديلك حاجة ليخصمهم من مصروفك 
ابتسم وهو يشكره بامتنان 
منحرمش منك يا جوأنا فعلا كنت محتاج أشتري شوية هدوم كده لزوم الجامعة 
بادله الابتسامة بأخرى أكثر جاذبية 
انزل واشتري اللي نفسك فيه كله ولو محتاج حاجة متترددش تكلمني 
وأشار بيده وهو يغادر 
سلام مؤقت خلي بالك من نفسك 
هز رأسه بحب فغادر يوسف وتركه يستكمل طعامه باستمتاع  
وصل علي لمنزل راكان فاستقبله الخادم بترحاب وحينما أبلغ سيده بوصوله أوصاه أن يتجه به لمكتبه الشخصي فإتجه علي للغرفة الجانبية الغافلة بنهاية زواق ضخم متفرع ولج للداخل فوجده يعمل على أوراق يوضعها آدهم من أمامه ويترقب أن يوقع عليها وما أن رآه حتى ردد بفرحة 
دكتور علي مش معقول جاي لحد هنا بنفسك!
قابل يده يصافحه قائلا بابتسامة هادئة 
جايلك أعزمك على فرحي بكره شوفت الحظ
ترك الملف وردد باهتمام بالغ
يبقى الكلام اللي سمعته مظبوط وإنت فعلا كتبت كتابك
أكد له وعينيه لا تحيل عن آدهم الذي يتابعهما بثبات وصلابة قاټلة 
أيوه مظبوط والدليل إني جيتلك بنفسي أعزمك على الحفلة عقبال حفلتك إنت وشمس ووقتها هوزع كروت الدعوات بنفسي 
تجمدت تعابير آدهم وباتت أكثر صلابة على الرغم من احمرار مقلتيه بصورة كانت ملحوظة لرماديته الثاقبة فحاول الحفاظ على مجرى الحديث المتبادل بينه وبين راكان وعينيه لا تفارق آدهم تحاول اكتشاف المخبئ خلفه وفور انتهائه من ذاك اللقاء الروتيني وقف يستأذنه بالانصراف قائلا 
هسيبك تكمل شغلك متتأخرش بكره 
هز رأسه بتأكيد وجامله بترحاب 
من الفجر هتلاقيني عندك عندي فضول أكيد أتعرف على اللي سړقت قلب دكتور علي سالم الغرباوي 
اكتفى برسم ابتسامة صغيرة ومازال يمنح آدهم نظرة غامضة جعلت الآخر يحلل مغزاها فقدم لهما راكان فرصة ذهبية حينما قال 
مع الدكتور علي يا آدهم وصله 
هز رأسه
تم نسخ الرابط