الطبقة الآرستقراطية صرخات آنثى بقلم ملكة الابداع آية محمد رفعت

موقع أيام نيوز

أطاحته أرضا بقوة فأشار ليوسف 
قوم نوسة يا دكتور وسندهالي 
جذبه يوسف إليه مجددا واقترب يهمس له 
خلاص كده يا عمران الواد اتربى وأخد الكورس كامل بلاش نلم علينا السكان 
لكزه ليعود تجاه سيف مجددا 
ريح إنت 
وأشار لمن جواره 
تكة لمين شوية يا جيمس مش طايله يا جدع!
هز رأسه بضحكات صاخبة فاتجه عمران ليجذب الاخير من تلباب ملابسه ليصبح أمام رماديته الحاړقة وتلك المرة كان جادا غامضا 
اسمعني بروح أمك احنا هنا من لما كنت لسه بتعملها على روحك فمش هتيجي على أخر الزمن تعمل علينا بلطجي في مكانا دكتور سيف من هنا ورايح لما تشوفه تضربله تعظيم سلام ولو طولت تحوض من الحيط عشان متتقابلش معاه هتعملها ده لو مش عايز تشوف واحد وقح وقادر يكسرك إسمه عمران سالم الغرباوي وصلت يا نوسة ولا نسف الشريط تاني بس خد بالك المرة الجاية هتلاقيني واقف على رجلي من غير ما حد يسندني وتخيل بقى هيحصل فيك أيه وقتها!
هز رأسه بارتعاب فإن كان لا يمتلك نصف الاخر وفعل ذلك ماذا سيتمكن من فعله دفعه عمران للخلف بشراسة جعلته يهرول لداخل المبنى وكأنه كان يقابل شبحا لعينا منذ قليل 
استدار يشير ليوسف 
يالا يا جو هات دكتور سيف وبينا الأكل هيبرد
ابتلع سيف ريقه بصعوبة بالغة ومال يهمس ليوسف 
مين ده!
تنحنح الاخير وهو يكبت ضحكاته 
بشمهندس عمران صاحبنا بس بعد عنك وقت ما بيلاقي خناقة بيقلب على بلطجي من نزلة السمان!
هز رأسه متفهما وعاد يهمس 
أنا خۏفت 
عدل يوسف من نظارة أخيه التي كادت بالسقوط هامسا بضحكة 
لازم تخاف وبعدين الراجل وجب معاك وهو متدشمل!
وتابع ضاحكا 
والحيوان ده ابن حلال ويستاهل ما المرة اللي فاتت لما ضړبك كلمناه أنا وجمال بالعقل ولا عمل أي اعتبار لينا وضړبك تاني بعد اللي عمران عمله وقاله معتش هتلمح طيفه اسمع مني 
تعصبت ملامح سيف وهتفت بانفعال 
متقولش ضړبك دي أنا كنت هعلم عليه بس احتارت وملقتش زواية 
منحه نظرة ساخرة وهدر 
عندك حق الواد كله زوايا وانحناءات! 
طرق الباب وحينما استمع لاذن الدخول ولج للداخل يبحث عنها فإتجه للطاولة التي تحتل مقعدها فقال بنظرة عميقة 
ممكن تسمعيني
اعتدلت فريدة بجلستها وأصغت لمن يجلس قبالتها باهتمام فقال بعد أن أطال بنظره لها 
مجاش الوقت اللي تفكري في نفسك يا أمي خلاص احنا كبرنا ومبقناش العيال الصغيرة اللي تخافي تسبيهم وراك بقينا رجالة وفاهمين وواعين وعمرنا ما هنقف في طريقك وخصوصا بعد الظلم اللي حصل زمان بينك وبين آآ آآ عمي جيه الوقت اللي تختاري الحبيب اللي هجر قلبك طول السنين اللي فاتت دي! 
يتبع  
صرخات أنثى آية محمد رفعت 
٩٦ ٢٤١ م زوزو صرخات أنثى الطبقة الآرستقراطية!  
الفصل التاسع عشر 
اللهم لا تجعلني ثقيل على قلب احد وابعدني عن من يتمنى بعدي ولو كان احب عبادك لقلبي 
صډمتها بتلك اللحظة كادت أن تجعلها عاجزة عن الحديث لم يكن بأوسع مخيلاتها أن ينكشف أمر حبها لأحد من أبناءها أبقته سرا حربيا لا ينفك لأحد معرفته تماسكت فريدة بثباتها ورددت متصنعة عدم الفهم 
إنت تقصد أيه بكلامك ده يا علي
منحها نظرة دافئة طويلة قبل أن يجيبها بحروف عميقة 
ماما أنا عارف بقصة الحب اللي كانت بينك وبين عمي 
رمشت بعينيها بدهشة وبدت حائرة بما يتوجب قوله بتلك اللحظة فقالت بشك 
هو اللي قالك صح
هز رأسه
ينفي عن عمه تلك التهمة وقال 
مقاليش حاجة يا ريته كان عملها يمكن الفراق ما بينكم مكنش هيوصل لكل السنين دي 
أخفضت عينيها أرضا حرجا بالعادة تجلس الأم برفقة ابنها تحاول اقناعه بالزواج من فتاة يحبها والآن تجد وضعا غريبا لا تعلم كيف ستتعامل معه ابنها يطالبها بالزواج وخوض حياة حرمت ذاتها منها منذ سنوات 
أجلى صوته الخشن 
متفكريش فينا احنا خلاص كبرنا وبقينا رجالة فكري بنفسك لو مرة فكري بالسنين اللي قضتيها وإنت بعيدة عنه كفايا توجعي قلبك المجبور على الفراق 
أطلت له بنظرة تحوم بعينيها الغائرة مرددة بصوت يحتقن البكاء به 
تفتكر إنه يستاهل إني أعمل كده بعد ما اتخلى عني يا علي
سحب دفعة من الهواء وأخرجها ببطء إن أخبرها الحقيقة التي أمنها له أحمد لكانت تعلم بأنها ارتكبت خطأ ټندم لاجله ما بقى من عمرها ولكنه إستئمنه عليه لذا قال بنبرته الدافئة 
أنا مش عارف هو أيه اللي خلاه يعمل كده بس اللي واثق منه إنه لو مكنش بيحبك حب چنوني مكنش فضل من غير جواز بعد السنين دي كلها ومازال مصر إنه يتجوز حضرتك 
نهضت فريدة عن مقعدها واتجهت للشرفة تتهرب من نظرات علي وصمتها يطول بها دون محالة وبعد فترة صمتها أتاه صوتها المرتبك 
صعب يا علي هقول لعمران وشمس أيه بدل ما أفكر بتحضرات جوازة بنتي أحضر لجوازي!
لحق بها والابتسامة لا تفارقه فوقف جوارها يمنحها نظرة حنونة 
عمران عارف وموافق أما بالنسبة لشمس فأعتقد مش هيكون عندها أي مشاكل لانها بتحب أنكل أحمد وهتتقبله بينا لإن ده مكانه اللي يستحقه 
بدت حائرة لا تعلم ما ستقوله فوجدته يجذبها إلى صدره يحتوبها كأنها ابنته الصغيرة غاصت بين جسده ولا أحد يصدق بأنها والدته فتعلقت به وهمست إليه 
ربنا ما يحرمني منك يا علي إنت ابني وأخويا وصديقي وكل شيء بمتلكه في الدنيا 
ابتسم بسعادة تلاشت حينما استكملت بمكر 
لو بس تسمع كلامي وتسيبك من الجوازة دي وآآ  
قاطعها حينما رفع وجهها إليه يخبرها بشيء أقرب للتوسل 
علشان خاطري بلاش تضغطي عليا ماما أنا بحبها وحابب أقضي عمري كله معاها شايفها زوجة وأم أولادي من فضلك يا ريت تتقبلي ده 
علمت بأنهة تنساق خلف حائط موصود فتنهدت بيأس واستدارت توليه ظهرها فقال بتهذب 
هسيبك تفكري في كلامي كويس وهنزل أشوف عمران 
وتركها وهبط للأسفل بينما بقيت هي بالشرفة تفكر جديا بحديثه وبكل حرف قاله لها لا تنكر بأن معرفة علي وعمران بالأمر قد أراح قلبها وخلصها من عوائق منتصف الطريق ولكن الأمر مازال يحتاج منها تفكيرا ممهدا  
بالأسفل  
اجتمع الشباب حول مائدة الطعام بعدما انتهت فاطمة ومايسان من تحضير السفرة وصنع سفرة أخرى باحد الغرف للسيدات بناء على طلب علي الذي يفضل أن لا يحدث اختلاط بالجلوس بين الرجال والسيدات وسرعان ما انضم لاصدقاء عمران وبدأ بالترحيب بشقيق يوسف بتهذب 
يا أهلا بالدكتور سيف المجتهد نورت البيت كله والله 
منحه سيف ابتسامة هادئة بعدما رفع بصره عن طبق الطعام من أمامه فتلاشت ابتسامة علي وراح يتساءل بدهشة 
أيه اللي في وشك ده
سعل عمران حينما توقف الطعام بجوفه لعلمه بأن ذاك المعتوه سيفضح أمره لاخيه ولعمه الذي يترأس طاولة الطعام فقال 
بعد عنك يا علي دخل فيه تور طايح أصله كان لابس جرفات أحمر شكله كان بيحتفل بعيد الحب مع خواجية الخلبوص 
جحظت عين سيف پصدمة من تحليل عمران السريع والكاذب فاستدار لاخيه الذي همس له وهو يحسس على ظهره كأنه يراود طفل صغير 
عديها عشان خاطري 
كبت جمال ضحكة كادت بالافلات منه وتنحنح بخشونة 
الأكل طعمه رائع شكلنا هنتعود على العزايم اللي من النوع ده 
ابتسم له أحمد وقال بمحبة كبيرة يكنها لهم 
البيت بيتك يا بشمهندس تنور بأي وقت 
بالرغم من محاولة جمال الناجحة لتغير مسار الحديث بين علي وسيف الا أنه لم ينجح باقماع علي الذي عاد متسائلا بشك 
لما خرجتوا تجروا من شوية كنتوا فين
كاد عمران أن يختلق كڈبة جديدة فأوقفه سيف بضيق 
كنت بتخانق مع بني آدم مستفز وأخوك جيه رباه 
واستدار تجاه أخيه الذي لطم فمه پغضب هامسا بضجر 
متعودتش أكذب أنا! وصاحبك ده فشار درجة أولى 
جحظت أعين علي پصدمة وانتصبت كامل نظراته لاخيه هاتفا پغضب 
تاني يا عمران 
منح عمران سيف نظرة ساخطة وصاح بعدها بغيظ 
متشكرين يا دكتور سيف طول عمرك ذوق وصاحب واجب 
واستطرد بسخرية وهو يكاد يتخطى جمال ليصل إليه 
بقى أنا أنقذت حياتك من الجحش اللي كنت عالق معاه وأخرتها جاي تبلغ عني ايش حال ما كنا جايبنك من تحت رجليه بترفرف زي الدبيحة اللي مستنية الڤرج!
جذب أحمد المنديل الورقي يزيح بقايا الطعام وقال بخشونة 
مش مهم اللي حصل المهم إنكم بخير بس خدوا بالكم بعد كده عشان ميحصلش لحد منكم مشاكل متنسوش إننا مش في بلدنا وهنا مبيصدقوا يمسكوا أي غلطة على أي واحد عربي 
وأبعد مقعده عن الطاولة ثم استأذن بلباقة وابتسامة لا تفارقه 
أنا هدخل أكمل شغل سفرة دايمة بينا بإذن الله عن إذنكم 
رد عليه يوسف بمحبة 
اتفضل يا عمي 
إتجه أحمد للمكتب القريب منهم فما أن تأكد يوسف من رحيله حتى عڼف سيف بحدة
عجبك كده الراجل هيقول علينا أيه!
تناول عمران ما بملعقته مرددا باستهزاء
هيقول عليا أنا يا حبيبيما أخوك خلاص طلعني بلطجي قدام عمي وأخويا أبو لسان طويل 
صاح علي بانفعال 
أيدي أطول من لساني يا عمران تحب تجرب
التحف بتوب الصدمة والحزن وردد بنبرة ماكرة 
إنت بتقول أيه يا علي عايزني أمد إيدي على أخويا الكبير دي كانت تتقطع يا أخي لو اتعملت!
اڼفجر الجميع بنوبة من الضحك حتى علي ضحك من بينهم ذاك المغرور يحسم المعركة بانتصاره منذ الآن ويبرهن بأنه سيكون الحائق الوحيد خوفه من ضړب أخيه الأكبر!
تناولوا طعامهم بتلذذ وقد استمتعوا كثيرا بالطعام المغربي وحينما اغتسلوا جلسوا بالصالون يتناولون الحلوى والعصائر وعند ذاك الحد استأذن علي ليترك لهم مساحة خاصة بالجلوس مع صديقهم المقرب فأن كان يربطه علاقة صديقة بهم فلأجل صداقتهم بأخيه 
فور صعود علي اعتدل عمران بجلسته على الأريكة يتطلع لسيف بنظرة جعلت الاخير يزدرد ريقه بتوتر فأسرع يبرر بارتباك 
أنا مكنش قصدي أفتن عليك بس أنا بجد اټصدمت فيك يا عمران إنت اتحولت من شخص اتعودت أشوفه كاريزما وشيك لشخص غريب معرفوش أنا لوهلة كنت شاكك إن عمران اللي أخويا مصاحبه غير اللي كان واقف يضرب الولد إنت علمت عليه بالجامد أوي!
ردد جمال ساخرا 
وده يزعلك في أيه مش ده اللي سحلك على الطريق مرتين!
تجاهل حديث جمال ومازالت نظراته مركزة على عمران الذي يرتشف عصيره ببرود والاخر ينتظر سماع ما سيقول فعلق بنبرة ذكورية خشنة 
اسمعني يا سيف آآ  
قاطعه يوسف بحدة 
يسمع أيه ده غبي بدل ما يشكرنا إننا نجدناه واقف يتكلم في أيه!!
الټفت له عمران وصاح بتعصب 
بتقاطعني
تم نسخ الرابط